الأربعاء، 18 يناير 2012

- 5 - علاقة القرآن الكريم بالكتب السماوية السابقة



لم يدّعى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لا أي مسلم أن القرآن الكريم بمعزل عن باقي الكتب السماوية ، بل خلاصة عقيدة المسلمين أن القرآن و كافة الكتب السماوية من رب العزة سبحانه و تعالى .. وأن القرآن فقط تولاه الله بحفظه بعد أن أضاع أتباع الرسالات السابقة الأمانة فقامت عليهم الحجة بتحريف كتبهم .. لذا فما كان مشتركا فيرجع إلى طبيعة الأمور .. إذ أن ذكر قصص الأنبياء مرتبط عادة بالعبرة من مواقفهم الخاصة فهل يتخيل ألا يأتي ذكر للأنبياء في القرآن؟؟ فبمن يتأسى رسول الله صلى الله عليه و سلم إذن ؟؟؟ لقد كان ذكرهم تسرية عن الأذي الذي يتعرض له رسول الله صلى الله عليه و سلم .. يقول تعالى : ( وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) (هود:120)

و ما اختلف فهذا من باب رفع الظلم عن الأنبياء من اتهام بالزنى أو ما شابه من الكبائر التي يعف عنها حتى حثالة القوم .. إذ لا يعقل أبدا أن ينزل الله رسالته على حثالة القوم و يترك الصالحين.. و تنظير نظرية أن ما تشابه يصبح اقتباسا مردود عليه عقلا و نقلا .
فأما عقلا لأن تطبيق هذه القاعدة يقتضي اقتباس النصارى من الأديان الوثنية لوجود تشابه تام بين عقيدتهم و عقيدة تلك الأديان الوثنية ..
فكرشنا عند الهنود الوثنيين هو ابن الله والأقنوم الثاني من ثالوث مقدس .. بل هذا هو المؤرخ الشهير ديورانت يقول في قصة الحضارة في " قيصر و المسيح " المجلد 11 صفحة 275: إن المسيحية لم تقض على الوثنية بل تبنتها. ذلك أن العقل اليوناني المحتضر عاد إلى الحياة في صورة جديدة في لاهوت الكنيسة و طقوسها.. ثم يقول: فجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس و منها جاءت عبادة أم الطفل .. و من فيريجيا جاءت عبادة الأم العظمى .. و من سوريا أخذت عقيدة بعث "اوتيس" و من بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح و حكمه الأرض الف عام و قصارى القول أن المسيحية كانت آخر شئ عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم"

أما نقلا فلأن الخلاف شديد بين القرآن و بين التوراة و الإنجيل في صُلب قصص الأنبياء ويظهر تناقض في موقف النصارى بالنسبة لهذا الموضوع .. فعندما يذكر مثلا سيدنا نوح في القرآن يقولون هذا اقتباس من التوراة .. و حين لا يذكر عندهم سيدنا صالح عليه السلام يقولون هذا لا سند له عندنا فينكرونه .. فالقاعدتان مردود عليهما من كتابهم :" ففي يوحنا 20 عدد 30 :" و آيات أخر كثيرة صنعها يسوع أن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة" فها هو الإنجيل لم يستطع أن يحصر كل معجزات المسيح فهل يجمع كل ما جاء على وجه الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ؟؟؟؟ و كمثال ثاني: يهوذا 1:9 " واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب." و هذه المخاصمة لا توجد على الإطلاق في كتاب من كتب العهد القديم..فهل تطبق نفس القاعدة عليها ؟؟؟ و كذلك نرد من الناحية العلمية التطبيقية أن آثار مدن صالح موجودة بجانب المدينة المنورة..و تسمى مدائن صالح… فهل ننكر ما تراه أعيننا ؟؟
كيف يتحقق الاقتباس عموماً ؟
الاقتباس عملية فكرية لها ثلاثة أركان:
الأول: الشخص المُقتَبَس منه.
الثانى: الشخص المُقتَبِس (اسم فاعل).
الثالث: المادة المُقتَبَسَة نفسها (اسم مفعول).
والشخص المقُتَبَس منه سابق إلى الفكرة ، التى هى موضوع الاقتباس ، أما المادة المقُتَبَسَة فلها طريقتان عند الشخص المُقِتَبس ، إحداهما: أن يأخذ المقتبس الفكرة بلفظها ومعناها كلها أو بعضها. والثانية: أن يأخذها بمعناها كلها أو بعضها كذلك ويعبر عنها بكلام من عنده.
والمقتبس فى عملية الاقتباس أسير المقتبس منه قطعاً ودائر فى فلكه ؛ إذ لا طريق له إلى معرفة ما اقتبس إلا ما ذكره المقتبس منه. فهو أصل ، والمقتبس فرع لا محالة.
وعلى هذا فإن المقتبس لابد له وهو يزاول عملية الاقتباس من موقفين لا ثالث لهما:
أحدهما: أن يأخذ الفكرة كلها بلفظها ومعناها أو بمعناها فقط.
وثانيهما: أن يأخذ جزءً من الفكرة باللفظ والمعنى أو بالمعنى فقط.
ويمتنع على المقتبس أن يزيد فى الفكرة المقتبسة أية زيادة غير موجودة فى الأصل ؛ لأننا قلنا: إن المقتبس لا طريق له لمعرفة ما اقتبس إلا ما ورد عند المقتبس منه ، فكيف يزيد على الفكرة والحال أنه لا صلة له بمصادرها الأولى إلا عن طريق المقتبس منه.
إذا جرى الاقتباس على هذا النهج صدقت دعوى من يقول إن فلاناً اقتبس منى كذا.
أما إذا تشابه ما كتبه اثنان ، أحدهما سابق والثانى لاحق ، واختلف ما كتبه الثانى عما كتبه الأول مثل:
1- أن تكون الفكرة عند الثانى أبسط وأحكم ووجدنا فيها مالم نجده عند الأول.
2- أو أن يصحح الثانى أخطاء وردت عند الأول ، أو يعرض الوقائع عرضاً يختلف عن سابقه.
فى هذه الحال لا تصدق دعوى من يقول إن فلانا قد اقتبس منى كذا.
ورَدُّ هذه الدعوى مقبول من المدعى عليه ، لأن المقتبس (اتهامًا) لما لم يدر فى فلك المقتبس منه (فرضاً) بل زاد عليه وخالفه فيما ذكر من وقائع فإن معنى ذلك أن الثانى تخطى ما كتبه الأول حتى وصل إلى مصدر الوقائع نفسها واستقى منها ما استقى. فهو إذن ليس مقتبساً وإنما مؤسس حقائق تلقاها من مصدرها الأصيل ولم ينقلها عن ناقل أو وسيط.
وسوف نطبق هذه الأسس التى تحكم عملية الاقتباس على ما ادعاه القوم هنا وننظر:
هل القرآن عندما اقتبس كما يدعون من التوراة كان خاضعاً لشرطى عملية الاقتباس ؟؟
وهما: نقل الفكرة كلها ، أو الاقتصار على نقل جزء منها فيكون بذلك دائراً فى فلك التوراة ، وتصدق حينئذ دعوى القوم بأن القرآن (معظمه) مقتبس من التوراة ؟
أم أن القرآن لم يقف عند حدود ما ذكرته التوراة فى مواضع التشابه بينهما ؟ بل:
1 عرض الوقائع عرضاً يختلف عن عرض التوراة لها.
2 أضاف جديداً لم تعرفه التوراة فى المواضع المشتركة بينهما.
3 صحح أخطاء " خطيرة " وردت فى التوراة فى مواضع متعددة.
4 انفرد بذكر " مادة " خاصة به ليس لها مصدر سواه.
5 فى حالة اختلافه مع التوراة حول واقعة يكون الصحيح هو ما ذكره القرآن. والباطل ما جاء فى التوراة بشهادة العقل والعلم إذا كان الاحتمال الأول هو الواقع فالقرآن مقتبس من التوراة..
أما إذا كان الواقع هو الاحتمال الثانى فدعوى الاقتباس باطلة ويكون للقرآن فى هذه الحالة سلطانه الخاص به فى استقاء الحقائق ، وعرضها فلا اقتباس لا من توراة ولا من إنجيل ولا من غيرهما.
لا أظن أن القارئ يختلف معنا فى هذه الأسس التى قدمناها لصحة الاتهام بالاقتباس عموماً.
وقد تعرضنا فى باب طوفان نوح للفرق بين القصة القرآنية والتوراية .. وهنا نستعرض بعض صور التشابه بين التوراة والقرآن ، ونطبق عليها تلك الأسس المتقدمة تاركين الحرية التامة للقارئ سواء كان مسلماً أو غير مسلم فى الحكم على ما سوف تسفر عنه المقارنة أنحن على صواب فى نفى الاقتباس عن القرآن ؟.
والمسألة بعد ذلك ليست مسألة اختلاف فى الرأى يصبح فيها كل فريق موصوفاً بالسلامة ، وأنه على الحق أو شعبة من حق.
وإنما المسألة مسألة مصير أبدى من ورائه عقيدة صحيحة توجب النجاة لصاحبها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أو عقيدة فاسدة تحل قومها دار البوار يوم يقدم الله إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباءً منثوراً.
الصورة الأولى : آدم ما بين القرآن الكريم والتوراة
إن أهمية دراسة قصة سيدنا آدم ترجع لكونه أول نبي و أول مخلوق خلقه الله..و الإنسان مجبول بفطرته على الفخار بنسبه - بخاصة إذا كان نسبا شريفا- و كون آدم عليه السلام هو أبو البشر جميعا يجعل الإهتمام متضاعف بحياته و تعبه و حمله للرسالة… فلننظر كيف ذكرت التوراة حال آدم عليه السلام..ومعها نرى إن شاء الله الفارق بينها و بين القرآن و ما نتيجة هذا الفارق…
1- في سفر التكوين 1 عدد 27 : " و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " و تلك هى أول وقفة لنا مع أول ذكر للإنسان في التوراة…فمن سياق التوراة نجد أن الله خلق الإنسان كشبهه.. كشبه من؟؟ كشبه الله..على صورة الله… دلالة هذا الكلام أن الإنسان لو نظر إلى صورته عرف صورة الله…فأين التمييز بين المخلوق و الخالق؟؟؟ بل من أين تأتي الخشية ناحية الخالق إن كان خلق الخالق كالخالق نفسه؟؟ ثم ضف إلى هذا ما هو أشد خطورة,,,إذ أن للإنسان أعضاء يخجل من ذكر اسمها فهل نتخيل وجودها في الله- حاشاه سبحانه
الآن فكيف النظرة الإسلامية بخصوص هذه النقطة؟ إن أول قاعدة أن الله سبحانه و تعالى قال عن نفسه : " ليس كمثله شئ " إذن هو نفى المثلية فهنا تبدو على الفور ملامح التمييز بين المخلوق و الخالق..فلا يظن المخلوق بنفسه الأهمية ..بل هو مخلوق من الاف الملايين من المخلوقات…و لا تبدو أهميته عن غيره إلا بمقدار طاعته لله..يقول تعالى: " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون"..فإن عبد فهو عابد مطيع.. و إن لم يعبد فعليه اثمه.. -و هذا أول اختلاف…التوراة تقول بتشابه سيدنا آدم في الخلقة لله و القرآن ينفي المثلية لله - في نفس العدد في سفر التكوين : " فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض " و تلك نقطة تتفق مع العقيدة الإسلامية إذ أن الله سبحانه و تعالى يقول في كتابه : "(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) (لقمان:20)
2- في التكوين 3 عدد 20 :" فدعا آدم بأسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية"..ها هو ذا النص يبين لنا أن سيدنا آدم قد تعلم أسماء البهائم و الطيور حيوانات البرية جميعها…فهل هذه هى النظرة الإسلامية ؟؟؟
لا.. بل النظرة الإسلامية أشمل…يقول تعالى: "(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31) فلفظة كلها أشمل و أكبر من تحديد بعض الأسماء كما فعلت التوراة..و إلا فهل علم آدم عليه السلام اسماء الملائكة و الجن ؟؟ في نص التوراة لا..و في القرآن نعم.. و هذا تكريم لسيدنا آدم لم تخبر به التوراة..تكريم يزيد الإنسان فخارا بنسبه
3- و في التكوين 3 عدد 25: "و كانا كلاهما عريانين آدم و امرأته و هما لا يخجلان" ثم لما فعلا المعصية : نقرأ في تكوين 3 عدد 7 : " فافتحت أعينهما و علما أنهما عريانان..فخاطا أوراق تين و صنعا لأنفسهما مآزر" فما هى نظرة الإسلام في هذا-و تلك هى أخطر نقطة-؟
يقول تعالى: "(يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:27) فالفارق هنا كبير و جوهري جدا.. فسيدنا آدم و السيدة حواء كانا أصلا مستوران و لكن الشيطان عراهما بالمعصية فسقطت ملابسهما من عليهما.ثم سارعا في البحث عن الستر الذي كان يسترهما: " فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" .إذن الأصل في المسلم الموحد الستر و الأصل عند أهل التوراة العري..
و زد على هذا أن آدم كان جاهلا في التوراة برغم علمه بأسماء الحيوانات و المخلوقات التي ذكرت في النص التوراتي أنه كان عريانا..إذن الأصل فيه الجهل بنفسه..و في القرآن الأصل فيه العلم و الستر..و في التوراة جاء العلم الأهم مع المعصية و في القرآن جاء العقاب مع المعصية..
4- كذلك فالقرآن يذكر توبة سيدنا آدم على الفور بعكس التوراة التي لم تذكر له توبة على الإطلاق..يقول تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37) و الفاء للسرعة و التعقيب…
5- و كذلك فالقرآن يذكر أنه خليفة الله في الأرض.." (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30) و التوراة لا تذكر هذا على الإطلاق..و الفخار أن يكون الإنسان خليفة لله عز وجل أكبر بمراحل من أن يكون سيد و متسلط على المخلوقات فقط هو السيد فى البيت و هو الذى يتحمل عبء المسئولية ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:35) فقدمه سبحانه على زوجته لكي يبين لنا من المسئول الأول و لا تختلط الأمور فيحدث التفكك الأسري الذي نراه الآن و نزيد تشريفا لسيدنا آدم من القرآن أن الله أسجد له الملائكة في حين التوراة لا تأتي بهذا اطلاقا.. فأي فخار أحسه حين أعلم أنني من نسل انسان علم أسماء كل شئ .. مستور.. سريع التوبة و الندم..
فهل لعاقل بعد هذا أن يدعي اقتباس القرآن من التوراة ؟؟؟ و هل تكون الصورة أفضل من الأصل لغة و معنى ؟؟؟ لغة لبديع النص القرآني بعكس ركاكة النص التوراتي و معنى لسمو المعنى القرآني في وصف خصال سيدنا آدم.. فالحمد لله على نعمة الإسلام
الصورة الثانية : من التشابه بين التوراة والقرآن - لقطة من قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز
فلنبدأ من بدء مراودة امرأة عزيز مصر ليوسف (عليه السلام) ليفعل بها الفحشاء وتنتهى بقرار وضع يوسف فى السجن. واللقطة كما جاءت فى المصدرين هى:
نصوصها فى التوراة كما فى تكوين 39 عدد 7 -20
7 وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي.8 فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه الى يدي.9 ليس هو في هذا البيت اعظم مني.ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امرأته.فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله.10 وكان اذ كلّمت يوسف يوما فيوما انه لم يسمع لها ان يضطجع بجانبها ليكون معها11 ثم حدث نحو هذا الوقت انه دخل البيت ليعمل عمله ولم يكن انسان من اهل البيت هناك في البيت.12 فامسكته بثوبه قائلة اضطجع معي.فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج الى خارج.13 وكان لما رأت انه ترك ثوبه في يدها وهرب الى خارج
14 انها نادت اهل بيتها وكلمتهم قائلة انظروا.قد جاء الينا برجل عبراني ليداعبنا.دخل اليّ ليضطجع معي فصرخت بصوت عظيم.15 وكان لما سمع اني رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج الى خارج.16 فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده الى بيته.17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة دخل اليّ العبد العبراني الذي جئت به الينا ليداعبني.18 وكان لما رفعت صوتي وصرخت انه ترك ثوبه بجانبي وهرب الى خارج.19 فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك ان غضبه حمي.20 فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان اسرى الملك محبوسين فيه.وكان هناك في بيت السجن
نصوص القرآن الأمين :
(وَرَاوَدَتْهُ التى هوَ فى بيتها عن نفسه وغلّقتِ الأبوابَ وقالتْ هيت لك قال معاذ الله إنهُ ربى أحسنَ مثواى إنهُ لايُفلحُ الظالمون *ولقد هَمَّتْ به وَهَمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرفَ عنهُ السوءَ والفحشاء إنه من عبادنا المخلَصين * واستبقا الباب وقدت قميصه من دُبرٍ وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاءُ من أراد بأهلكَ سوءًا إلا أن يُسجن أو عذابُ أليم * قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصَه قُد من قُبُل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قُد من دُبرٍ فكذبت وهو من الصادقين * فلما رأى قميصه قُد من دُبرٍ قال إنه من كيدكُنَّ إن كيدكن عظيم * يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبكِ إنك كنتِ من الخاطئ ... ثم بدا لهم من بعد مارأوا الآيات لَيَسْجنُنَّهُ حتى حين ) .
تلك هى نصوص الواقعة فى المصدرين :
وأدعو القارئ أن يقرأ النصين مرات قراءة متأنية فاحصة. وأن يجتهد بنفسه فى التعرف على الفروق فى المصدرين قبل أن يسترسل معنا فيما نستخلصه من تلك الفروق. ثم يكمل ما يراه من نقص لدينا أو لديه فقد يدرك هو ما لم ندركه ، وقد ندرك نحن ما لم يدركه وربَّ قارئ أوعى من كاتب..
الفروق كما نراها
التوراة القرآن الأمين
المراودة حدثت مرارًا ونُصح يوسف لامرأة سيده كان قبل المرة الأخيرة المراودة حدثت مرة واحدة اقترنت بعزم المرأة على يوسف لينفذ رغبتها.
تخلو من الإشارة إلى تغليق الأبواب وتقول إن يوسف ترك ثوبه بجانبها وهرب وانتظرت هى قدوم زوجها وقصت عليه القصة بعد أن أعلمت بها أهل بيتها. يشير إلى تغليق الأبواب وأن يوسف هم بالخروج فَقَدَّتْ ثوبه من الخلف وحين وصلا إلى الباب فوجئا بالعزيز يدخل عليهما فبادرت المرأة بالشكوى فى الحال.
لم يكن يوسف موجوداً حين دخل العزيز ولم يدافع يوسف عن نفسه لدى العزيز. يوسف كان موجوداً حين قدم العزيز ، وقد دافع عن نفسه بعد وشاية المرأة ، وقال هى راودتنى عن نفسى.
تخلو من حديث الشاهد وتقول إن العزيز حمى غضبه على يوسف بعد سماع المرأة يذكر تفصيلاً شهادة الشاهد كما يذكر اقتناع العزيز بتلك الشهادة ولومه لامرأته وتذكيرها بخطئها. وتثبيت يوسف على العفة والطهارة.
تقول إن العزيز فى الحال أمر بوضع يوسف فى السجن ولم يعرض أمره على رجال حاشيته. يشير إلى أن القرار بسجن يوسف كان بعد مداولة بين العزيز وحاشيته.
تخلو من حديث النسوة اللاتى لُمْنَ امرأة العزيز على مراودتها فتاها عن نفسه ، وهى فجوة هائلة فى نص التوراة. يذكر حديث النسوة بالتفصيل كما يذكر موقف امرأة العزيز منهن ودعوتها إياهن ملتمسة أعذارها لديهن ومصرة على أن ينفذ رغبتها.
هذه ستة فروق بارزة بين ما يورده القرآن الأمين ، وما ذكرته التوراة. والنظر الفاحص فى المصدرين يرينا أنهما لم يتفقا إلا فى " أصل " الواقعة من حيث هى واقعة وكفى .
ويختلفان بعد هذا فى كل شىء. على أن القرآن قام هنا بعملين جليلى الشأن:
أولهما: أنه أورد جديداً لم تعرفه التوراة ومن أبرز هذا الجديد:
(1) حديث النسوة وموقف المرأة منهن.
(2) شهادة الشاهد الذى هو من أهل امرأة العزيز.
ثانيهما: تصحيح أخطاء وقعت فيها التوراة ومن أبرزها:
(1) لم يترك يوسف ثوبه لدى المرأة بل كان لابساً إياه ولكن قطع من الخلف.
(2) غياب يوسف حين حضر العزيز وإسقاطها دفاعه عن نفسه.
اعتراض وجوابه:
قد يقول قائل: لماذا تفترض أن الخطأ هو ما فى التوراة ، وأن الصواب هو ما فى القرآن ؟! أليس ذلك تحيزاً منك للقرآن ؛ لأنه كتاب المسلمين وأنت مسلم ؟ ولماذا تفترض العكس ؟ وإذا لم تفترض أنت العكس فقد يقول به غيرك ، وماتراه أنت لا يصادر ما يراه الآخرون. هذا الاعتراض وارد فى مجال البحث. وإذن فلابد من إيضاح.
والجواب:
لم نتحيز للقرآن لأنه قرآن. ولنا فى هذا الحكم داعيان:
الأول: لم يرد فى القرآن - قط - ما هو خلاف الحق ؛ لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وقد ثبتت هذه الحقيقة فى كل مجالات البحوث التى أجريت على " مفاهيم " القرآن العظيم فى كل العصور. وهذا الداعى وحده كافٍ فى تأييد ما ذهبنا إليه.
الثانى: وهو منتزع من الواقعة نفسها موضوع المقارنة وإليك البيان: كل من التوراة والقرآن متفقان على " عفة يوسف "وإعراضه عن الفحشاء. ثم اختلفا بعد ذلك:
فالتوراة تقول: إن يوسف ترك ثوبه كله لدى المرأة وهرب .
والقرآن يقول: إنه لم يترك الثوب بل أمسكته المرأة من الخلف ولما لم يتوقف يوسف عليه السلام اقتطعت قطعة منه وبقيت ظاهرة فى ثوبه.
فأى الروايتين أليق بعفة يوسف المتفق عليها بين المصدرين ؟! أن يترك ثوبه كله ؟! أم أن يُخرق ثوبه من الخلف ؟!
إذا سلمنا برواية التوراة فيوسف ليس " عفيفاً " والمرأة على حق فى دعواها ؛ لأن يوسف لا يخلع ثوبه هكذا سليماً إلا إذا كان هو الراغب وهى الآبية.
ولا يقال إن المرأة هى التى أخلعته ثوبه ؛ لأن يوسف رجل ، وهى امرأة فكيف تتغلب عليه وتخلع ثوبه بكل سهولة ، ثم لما يمتنع تحتفظ هى بالثوب كدليل مادى على جنايته المشينة ؟!
وهل خرج يوسف " عريانًا " وترك ثوبه لدى غريمته..؟!
والخلاصة أن رواية التوراة فيها إدانة صريحة ليوسف وهذا يتنافى مع العفة التى وافقت فيها القرآن الأمين.
أما رواية القرآن فهى إدانة صريحة لامرأة العزيز ، وبراءة كاملة ليوسف عليه السلام .
لقد دعته المرأة إلى نفسها ففر منها. فأدركته وأمسكته من الخلف وهو ما يزال فاراً هارباً من وجهها فتعرض ثوبه لعمليتى جذب عنيفتين إحداهما إلى الخلف بفعل المرأة والثانية إلى الأمام بحركة يوسف فانقطع ثوبه من الخلف.
وهذا يتفق تماماً مع العفة المشهود بها ليوسف فى المصدرين ولهذا قلنا: إن القرآن صحح هذا الخطأ الوارد فى التوراة.
فهل القرآن مقتبس من التوراة ؟!
فهل تنطبق على القرآن أسس الاقتباس أم هو ذو سلطان خاص به فيما يقول ويقرر ؟.
المقتبس لا بد من أن ينقل الفكرة كلها أو بعضها. وها نحن قد رأينا القرآن يتجاوز هذه الأسس فيأتى بجديد لم يذكر فيما سواه ، ويصحح خطأ وقع فيه ما سواه.
فليس الاختلاف فيها اختلاف حَبْكٍ وصياغة ، وإنما هو اختلاف يشمل الأصول والفروع. هذا بالإضافة إلى إحكام البناء وعفة الألفاظ وشرف المعانى .
إن الذى روته التوراة هنا لا يصلح ولن يصلح أن يكون أساساً للذى ذكره القرآن. وإنما أساس القرآن هو الوحى الصادق الأمين. ذلك هو مصدر القرآن " الوضىء " وسيظل ذلك هو مصدره تتساقط بين يديه دعاوى الباطل ومفتريات المفترين فى كل عصر ومصر.
الصورة الثالثة : من صور التشابه بين التوراة والقرآن - قصة هابيل وقابيل ابنى آدم -
نصوص التوراة كما يحكيه لنا سفر التكوين 4 عدد 3 -16 :
" حدث من بعد أيام أن قابين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب ، وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ، ومن سمانها ، فنظر الرب إلى هابيل وقربانه ولكن إلى قابين. وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قابين جداً وسقط وجهه. فقال الرب لقابين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك ؟ إن أحسنت أفلا رفع ؟؟. وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها ، وأنت تسود عليها. وكلم قابين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا فى الحقل أن قابين قام على هابيل أخيه وقتله. فقال الرب لقابين أين هابيل أخوك فقال لا أعلم أحارس أنا لأخى ؟ فقال ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلىَّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك متى عملت الأرض ؟؟ تعود تعطيك قوتها. تائهاً وهارباً تكون فى الأرض فقال قابين للرب: ذنبى أعظم من أن يحتمل أنك قد طردتنى اليوم على وجه الأرض ، ومن وجهك أختفى وأكون تائهاً وهارباً فى الأرض فيكون كل من وجدنى يقتلنى فقال له الرب: لذلك كل من قتل قابين فسبعة أضعاف ينتقم منه. وجعل الرب لقابين علامة لكى لا يقتله كل من وجده. فخرج قابين من لدن الرب وسكن فى أرض نود شرقى عدن " .
نصوص القرآن الأمين :
(واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبلُ الله من المتقين * لئن بسطت إلىَّ يدك لتقتلنى ما أنا بباسطٍ يدى إليك لأقتلك إنى أخافُ الله ربَّ العالمين * إنى أريد أن تبوء بإثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين* فطوعت له نفسهُ قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غرابًا يبحث فى الأرض ليُرِيَهُ كيف يوارى سوءة أخيه * قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارىَ سوءة أخى فأصبح من النادمين * من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون ) .
الفروق بين المصدرين :
اتفق المصدران حول نقطتين اثنتين لا ثالث لهما واختلفا فيما عداهما. اتفقا فى: مسألة القربان. وفى قتل أحد الأخوين للآخر. أما فيما عدا هاتين النقطتين فإن ما ورد فى القرآن يختلف تماماً عما ورد فى التوراة ، وذلك على النحو الآتى :
التوراة القرآن الأمين
تسمى أحد الأخوين بقابين وهو " القاتل " والثانى " هابيل " كما تصف القربانين وتحدد نوعهما. لايسميهما ويكتفى ببنوتهما لآدم كما اكتفى بذكر القربانين ولم يحددهما.
تروى حواراً بين قابين والرب بعد قتله أخاه ،وتعلن غضب الرب على قابين وطرده من وجه الرب إلى أرض بعيدة. لا يذكر حواراً حدث بين القاتل وبين الله ، ولا يذكر أن القاتل طرده الله من وجهه إلى أرض بعيدة ، إذ ليس على الله بعيد.
التوراة تخلو من أى حوار بين الأخوين. يذكر الحديث الذى دار بين ابنى آدم ويفصل القول عما صدر من القتيل قبل قتله وتهديده لأخيه بأنه سيكون من أصحاب النار إذا قتله ظلماً.
لا مقابل فى التوراة لهذه الرواية ولمْ تبين مصير جثة القتيل ؟! يذكر مسألة الغراب ، الذى بعثه الله لٍِيُرى القاتل كيف يتصرف فى جثة أخيه ، ويوارى عورته.
تنسب الندم إلى " قابين " القاتل لما هدده الله بحرمانه من خيرات الأرض ، ولا تجعله يشعر بشناعة ذنبه. يصرح بندم " القاتل " بعد دفنه أخيه وإدراكه فداحة جريمته.
لا هدف لذكر القصة فى التوراة إلا مجرد التاريخ. فهى معلومات ذهنية خالية من روح التربية والتوجيه. يجعل من هذه القصة هدفاً تربوياً ويبنى شريعة القصاص العادل عليها. ويلوم بنى إسرائيل على إفسادهم فى الأرض بعد مجىء رسل الله إليهم.
أضف إلى هذه ما تحتوى عليه التوراة من سوء مخاطبة " قابين" الرب ، فترى فى العبارة التى فوق الخط: " أحارس أنا لأخى " فيها فظاظة لوصدرت من إنسان لأبيه لعد عاقًّا جافًّا فظًّا غليظًّا فكيف تصدر من " مربوب " إلى " ربه " وخالقه..؟!
ولكن هكذا تنهج التوراة فلا هى تعرف " قدر الرب " ولا من تنقل عنه حواراً مع الرب.
ولا غرابة فى هذا فالتوراة تذكر أن موسى أمر ربه بأن يرجع عن غضبه على بنى إسرائيل ، بل تهديده إياه سبحانه بالاستقالة من النبوة إذا هو لم يستجب لأمره.
والواقع أن ما قصَّهُ علينا القرآن وهو الحق من أمر ابنى آدم مختلف تماماً عما ورد فى التوراة فى هذا الشأن.
فكيف يقال: إن القرآن اقتبس هذه الأحداث من التوراة وصاغها فى قالب البلاغة العربية ؟!
إن الاختلاف ليس فى الصياغة ، بل هو اختلاف أصيل كما قد رأيت من جدول الفروق المتقدم.
والحاكم هنا هو العقل فإذا قيل: إن هذه القصة مقتبسة من التوراة قال العقل:
* فمن أين أتى القرآن بكلام الشقيق الذى قتل مع أخيه ، وهو غير موجود فى نص التوراة التى يُدعى أنها مصدر القرآن ؟!
* ومن أين أتى القرآن بقصة الغراب الذى جاء ليُرى القاتل كيف يوارى سوءة أخيه وهى غير واردة فى التوراة المُدَّعى أصالتها للقرآن ‍؟!
* ولماذا أهمل القرآن الحوار الذى تورده التوراة بين " الرب " وقابين القاتل وهذا الحوار هو هيكل القصة كلها فى التوراة ؟!
إن فاقد الشىء لا يعطيه أبداً ، وهذا هو حكم العقل. والحقائق الواردة فى القرآن غير موجودة فى التوراة قطعاً فكيف تعطى التوراة شيئاً هى لم تعرف عنه شيئاً قط..؟!
لا.. إن القرآن له مصدره الخاص به الذى استمد منه الوقائع على وجهها الصحيح ، ومجرد التشابه بينه وبين التوراة فى " أصل الواقعة " لا يؤثر فى استقلال القرآن أبداً.
الصورة الرابعة : من صورالتشابه بين التوراة والقرآن - مقارنة بين بعض التشريعات المحرمات من النساء.
قارَنَّا فيما سبق بين بعض المسائل التاريخية التى وردت فى كل من التوراة والقرآن الأمين. وأثبتنا بأقطع الأدلة أن القرآن له سلطانه الخاص به فيما يقول ويقرر ، ورددنا دعوى أن القرآن مقتبس من التوراة. وبَيَّنَّا حكم العقل فى هذه الدعوى كما أقمنا من الواقع " المحكى " أدلة على ذلك.
ونريد هنا أن نقارن بين بعض المسائل التشريعية فى المصدرين ؛ لأنهم يقولون: إن المسائل والأحكام التشريعية التى فى القرآن لا مصدر لها سوى الاقتباس من التوراة.
وقد اخترنا نص المحرمات من النساء فى التوراة لنقابله بنص المحرمات من النساء فى القرآن الحكيم ليظهر الحق.
النص فى المصدرين
أولاً: فى التوراة فة لاويين 18 عدد 7 -18
" عورة أبيك وعورة أمك لا تكشف. إنها أمك لا تكشف عورتها. عورة امرأة أبيك لا تكشف. إنها عورة أبيك. عورة أختك بنت أبيك أو بنت أمك المولودة فى البيت ، أو المولودة خارجاً لا تكشف عورتها. عورة ابنة ابنك أو ابنة بنتك لا تكشف عورتها إنها عورتك. عورة بنت امرأة أبيك المولودة من أبيك لا تكشف عورتها إنها أختك. عورة أخت أبيك لا تكشف إنها قريبة أبيك. عورة أخت أمك لا تكشف إنها قريبة أمك عورة أخى أبيك لا تكشف ، إلى امرأته لا تقرب إنها عمتك. عورة كنتك لا تكشف. إنها امرأة ابنك لا تكشف عورتها.
عورة امرأة أخيك لا تكشف إنها عورة أخيك. عورة امرأة ، وبنتها لا تكشف ، ولا تأخذ ابنة ابنتها أو ابنة بنتها لتكشف عورتها إنهما قريبتاها. إنه رذيلة. ولا تأخذ امرأة على أختها للضر لتكشف عورتها معها فى حياتها .
ثانياً: فى القرآن الحكيم :
(ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف إنه كان فاحشة ومقتًا وساء سبيلا * حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيما والمحصنات من النساء.. ) .
هذان هما النصان فى المصدرين. نص التوراة ، ونص القرآن الحكيم. فما هى أهم الفروق بينهما ياترى ؟!
وقبل إجراء المقارنة نفترض صحة النص التوراتى وخلوه من التحريف إذ لا مانع أن يكون هذا النص فعلاً مترجماً عن نص أصلى تشريعى خلا مترجمه من إرادة تحريفه.
والمهم هو أن نعرف هل يمكن أن يكون نص التوراة هذا أصلاً اقتبس منه القرآن الحكيم فكرة المحرمات من النساء ، علماً بأن النص التوراتى قابل إلى حد كبير لإجراء دراسات نقدية عليه ، ولكن هذا لا يعنينا هنا.
الفروق بين المصدرين:
التوراة القرآن الأمين
1- لا تقيم شأنًا للنسب من جهة الرضاعة. 1- يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب.
2- تحرم نكاح امرأة العم وتدعوها عمة. 2- لا يحرم نكاح امرأة العم ولا يدعوها عمة.
3- تحرم نكاح امرأة الأخ لأخيه. 3- لا يحرم نكاح امرأة الأخ لأخيه إذا طلقها أو مات عنها أخوه.
4- لا تذكر حرمة النساء المتزوجات من رجال آخرين زواجهم قائم. 4- يحرم نكاح المتزوجات فعلاً من آخرين زواجاً قائماً ويطلق عليهن وصف المحصنات من النساء.
5- تجعل التحريم غالباً للقرابة من جهة غير الزوج مثل قرابة الأب الأم العم 000 وهكذا. 5- يجعل التحريم لقرابة الزوج ممن حرمت عليه. أو قرابة زوجته أحياناً.
هذه الفروق الواضحة لا تؤهل النص التوراتى لأن يكون أصلاً للنص القرآنى ، علميًّا ، وعقليًّا ، فللنص القرآنى سلطانه الخاص ومصدره المتميز عما ورد فى التوراة. وإلا لما كان بين النصين فروق من هذا النوع المذكور.
وقفة مع ما تقدم :
نكتفى بما تقدم من التوراة وإن كانت التوراة مصدراً ثَرَاً لمثل هذه المقارنات ، ولو أرخيت عنان القلم لما وقفت عند حد قريب ولتضاعف هذا الحجم مئات المرات. ومع هذا فما من مقارنة تجرى بين التوراة وبين القرآن إلا وهى دليل جديد على نفى أن يكون القرآن مقتبساً من كتاب سابق عليه ، فالقرآن وحى أمين حفظ كلمات الله كما أنزلت على خاتم النبيين (وقد رأينا فى المقارنات الثلاث المتقدمة أن القرآن فوق ما يأتى به من جديد ليس معروفاً فى سواه إنه يصحح أخطاء وقعت فيما سواه وهذا هو معنى " الهيمنة " التى خَصَّ الله بها القرآن فى قوله تعالى: (مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه ) (9).
فالأمور التى لم يلحقها تحريف فى التوراة جاء القرآن مصدقاً لها أو هو مصدق لكل من التوراة والإنجيل بالصفة التى أنزلها الله عليهما قبل التحريف والتبديل.
أما الأمور التى حُرفت ، وتعقبها القرآن فقصها قصًّا صحيحاً أميناً ، وصحح ما ألحقوه بهما من أخطاء ، فذلك هو سلطان " الهيمنة " المشهود للقرآن بها من منزل الكتاب على رسله.
فالقرآن هو كلمة الله " الأخيرة " المعقبة على كل ما سواها ، وليس وراءها معقب يتلوها ؛ لأن الوجود الإنسانى ليس فى حاجة مع وجود القرآن إلى غير القرآن.
كما أن الكون ليس فى حاجة مع الشمس إلى شمس أخرى تمده بالضوء والطاقة بعد وفاء الشمس بهما.
ولنأخذ صورة مقارنة من العهد الجديد أيضًا حيث يختلف عن العهد القديم وذلك لأن نص الإنجيل الذى سندرسه يقابله من القرآن نصان كل منهما فى سورة مما يصعب معه وضع النص الإنجيلى فى جدول مقابلا بالنصين القرآنيين. ولهذا فإننا سنهمل نظام الجدول هنا ونكتفى بعرض النصوص ، والموازنة بينها والموضوع الذى سنخضعه للمقارنة هنا هو بشارة زكريا عليه السلام بابنه يحى عليه السلام وذلك على النحو الآتى:
الصورة الخامسة : من الإنجيل والقرآن - بشارة زكريا ب " يحيى " (عليهما السلام)
النص الإنجيلى :
" لم يكن لهما يعنى زكريا وامرأته ولد. إذ كانت اليصابات يعنى امرأة زكريا عاقراً.وكان كلاهما متقدمين فى أيامهما فبينما هو يكهن فى نوبة غرفته أمام الله حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر ، وكان كل جمهور الشعب يصلى خارجاً وقت البخور. فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور. فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف. فقال له الملاك: لاتخف يا زكريا ؛ لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك اليصابات ستلد لك ولداً وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وابتهاج. وكثيرون سيفخرون بولادته ؛ لأنه يكون عظيماً أمام الرب. وخمراً ومسكراً لا يشرب ، ومن بطن أمه يمتلئ بروح القدس ويرد كثيرين من بنى إسرائيل إلى الرب إلههم ، ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء.والعصاة إلى فكر الأبرار ، لكى يهئ للرب شعباً مستعدًّا. فقال زكريا للملاك: كيف أعلم هذا و أنا شيخ وامرأتى متقدمة فى أيامها..؟!
فأجاب الملاك وقال: أنا جبرائيل الواقف قدام الله. وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا. وها أنت تكون صامتاً ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذى يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامى الذى سيتم فى وقته. وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه فى الهيكل. فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا فى الهيكل. فكان يومئ إليهم. وبقى صامتاً..".
النصوص القرآنية :
(1) سورة آل عمران:
(هنالِكَ دعا زكريا ربَّهُ قال رب هب لى من لدُنك ذريةً طيبةً إنك سميعُ الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يُبشرك بيحيى مصدقاً بكلمةٍ من الله وسيداً وحصوراً ونبيًّا من الصالحين * قال رب أنى يكون لى غلامٌ وقد بلغنى الكبر وامرأتى عاقر قال كذلِكَ الله يفعلُ ما يشاء * قال ربِّ اجعل لى آية قال آيتك ألا تُكلم الناسَ ثلاثةَ أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشى والإبكار)
(2) سورة مريم:
(ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربَّه نداءً خفيًّا * قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربِّ شقيًّا * وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقراً فهب لى من لدنك وليًّا * يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله ربِّ رضيًّا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميًّا * قال رب أًنَّى يكون لى غلام وكانتً امرأتى عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيًّا * قال كذلكَ قال ربكَ هو علىَّ هينٌ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويًّا * فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيًّا * يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيًّا * وحناناً من لدنَّا وزكاةً وكان تقيًّا * وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصيًّا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًّا)
ذلك هو نص الإنجيل. وذان هما نصا القرآن الأمين. والقضية التى نناقشها هنا هى دعوى " الحاقدين " أن القرآن مقتبس من الأناجيل كما ادعوا قبلا أنه مقتبس من التوراة.
وندعو القارئ أن يراجع النص الإنجيلى مرات ، وأن يتلو النصوص القرآنية مرات ، ويسأل نفسه هذا السؤال:
هل من الممكن علميًّا وعقليًّا أن يكون النص الإنجيلى مصدرًا لما ورد فى القرآن الأمين ؟!
إن المقارنة بين هذه النصوص تسفر عن انفراد النصوص القرآنية بدقائق لا وجود لها فى النص الإنجيلى. ومن أبرز تلك الدقائق ما يلى:
أولاً: فى سورة آل عمران:
(أ) تقدم على قصة البشارة فى" آل عمران" قصة نذر امرأة عمران ما فى بطنها لله محرراً. وهذا لم يرد فى النص الإنجيلى.
(ب) الإخبار بأنها ولدت أنثى " مريم " وكانت ترجو المولود ذكرا وهذا لم يأت فى النص الإنجيلى.
(ج) كفالة زكريا للمولودة "مريم " ووجود رزقها عندها دون أن يعرف مصدره والله سبحانه وتعالى أعلم سؤاله إياها عن مصدره. وهذا بدوره لم يرد فى النص الإنجيلى.
(د) القرآن يربط بين قصة الدعاء بمولود لزكريا وبين قصة مولودة امرأة عمران. وهذا لا وجود له فى النص الإنجيلى.
(ه) دعاء زكريا منصوص عليه فى القرآن وليس له ذكر فى النص الإنجيلى.
ثانياً: فى سورة مريم:
(أ) ما رتبه زكريا على هبة الله له وليًّا ، وهو أن يرثه ويرث من آل يعقوب. ولم يرد هذا فى النص الإنجيلى.
(ب) السبب الذى حمل زكريا على دعاء ربه وهو خوفه الموالى من ورائه والنص الإنجيلى يخلو من هذا.
(ج) كون زكريا أوحى لقومه بأن يسبحوا بكرة وعشيًّا. ولا وجود لهذا فى النص الإنجيلى.
(د) الثناء على المولود " يحيى " من أنه بار بوالديه عليه سلام الله يوم ولادته ويوم موته ويوم بعثه حيًّا ورد فى القرآن ولا مقابل له فى النص الإنجيلى.
هذا كله جديد خاص بالقرآن لا ذكر له فى سواه. وهذا يعنى أن القرآن قد صور الواقعة المقصوصة تصويراً أمينًا كاملاً.
وهذه هى المهمة الأولى التى تعقب بها القرآن المهيمن ما ورد فى الإنجيل المذكور.
وبقيت مهمة جليلة ثانية قام بها القرآن المهيمن نحو النص الإنجيلى ، كما قام بمثلها نحو النصوص التوراتية المتقدمة. وتلك المهمة هى: تصحيح الأخطاء التى وردت فى النص الإنجيلى.
ومن ذلك :
(أ ) النص الإنجيلى يجعل الصمت الذى قام بزكريا عقوبة له من الملاك.
فصحح القرآن هذه الواقعة ، وجعل الصمت استجابة لدعاء زكريا ربه. وقد حرص على هذا النصان القرآنيان معاً. ففى آل عمران (قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً) وفى مريم: (قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ).
فالصمت فكان تكريما لزكريا عليه السلام من الله ، وليس عقوبة من الملاك ، وقد انساق بعض مفسرى القرآن الكريم وراء هذا التحريف الإنجيلى فقال: إن الصمت كان عقوبة لزكريا ، ولكن من الله لا من الملاك.
وها نحن نرفض هذا كله سواء كان القائل به مسلما أو غيرمسلم.
فما هو الذنب الذى ارتكبه زكريا حتى يعاقب من الله أو حتى من الملاك ؟!
هل إقراره بكبر سنه وعقر امرأته هو الذنب ؟!
لقد وقع هذا من إبراهيم عليه السلام حين بشر بإسحق ، ووقع من سارة حين بشرت به فلم يعاقب الله منهما أحداً.
وقد وقع هذا من " مريم " حين بُشِّرَتْ بحملها بعيسى ولم يعاقبها الله عليه. فما السر فى ترك إبراهيم وسارة ومريم بلا عقوبة وإنزالها بزكريا وحده مع أن الذى صدر منه صدر مثله تماماً من غيره.
أفى المسألة محاباة..؟! كلا.. فالله لا يحابى أحداً.
إن أكبر دليل على نفى هذا القول هو خلو النصوص القرآنية منه ، وليس هذا تعصباً منا للقرآن. وإنما هو الحق ، والمسلك الكريم اللائق بمنزلة الرسل عند ربهم.
إن الصمت الذى حل بزكريا كان بالنسبة لتكليم الناس ، ومع هذا فقد ظل لسانه يلج بحمد الله وتسبيحه فى العشى والإبكار كما نص القرآن الأمين.
(ب) النص الإنجيلى يحدد مدة الصمت بخروج زكريا من الهيكل إلى يوم أن ولد يحيى.
وهذا خطأ ثانٍ صححه القرآن المهيمن فجعل مدته ثلاثة أيام بلياليهن بعد الخروج من المحراب.
(ج) النص الإنجيلى يجعل البشارة على لسان ملاك واحد ، بينما النصان القرآنيان يجعلانها على لسان جمع من الملائكة: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب ) آل عمران 39
(يا زكريا إنا نبشرك بغلام.. ) مريم 7
وهذا خطأ ثالث وقع فيه النص الإنجيلي فصححه القرآن الأمين.
(د) النص الإنجيلى يجعل التسمبة ب " يحيى " يوحنا من اختيار زكريا بيد أن الملاك قد تنبأ بها.
وهذا خطأ رابع صححه القرآن الأمين فجعل التسمية من وحى الله إلى زكريا: (.. اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ) مريم 7
(ه) النص الإنجيلى يقول: " إن زكريا حين جاءه الملاك وقع عليه خوف واضطراب ".
وقد خلا النص القرآنى من هذا.. فدل خلوه منه على أنه لم يقع.
ذلك أن القرآن الحكيم عَوَّدَنَا فى قَصِّهِ للوقائع المناظرة لهذه الواقعة أن يسجلها إذا حدثت ولا يهملها ، بدليل أنه قد نَصَّ عليها فى واقعة السحرة مع موسى عليه السلام فقال: (فأوجس فى نفسه خيفة موسى ) طه 67. وقال فى شأنه كذلك عند انقلاب العصى حية لأول مرة: (فلما رآها تهتز كأنها جَانُّ وَلَّى مُدبِراً ولم يُعَقِّبْ ) النمل 10. وحكاها عن إبراهيم عليه السلام حين جاءته الملائكة تبشره فقال حكاية عن إبراهيم لضيوفه: (إنا منكم وجلون ) الحجر 52. وحكاها عن مريم حين جاءها الملك: (قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) مريم 18
وحِرْصُ القرآن على ذكر هذا الانفعال (الخوف ، إذا حدث) يدل على أن خلوه منه بالنسبة لزكريا دليل على أنه لم يقع منه خوف قط ، وهذا " الخلو "يعتبر تصحيحاً لما ورد فى الإنجيل من نسبة حدث إلى زكريا هو فى الواقع لم يصدر منه.
فهذه خمسة أخطاء قام بتصحيحها القرآن الأمين نحو نصوص الإنجيل المذكورة هنا فى المقارنة. وبهذا نقول:
إن القرآن أدى هنا فى تعقبه للنص الإنجيلى مهمتين جليلتين:
الأولى: تصوير الواقعة المقصوصة تصويراً أميناً كاملاً.
الثانية: تصحيح الأخطاء الواردة فى النص الإنجيلى المقارن.
وقفة أخيرة مع دعوى الاقتباس :
موضوع الدعوى كما يروج لها المبشرون أن القرآن اقتبس من الكتاب المقدس كل قَصَصِهِ التاريخى.
والواقعة التى هى موضوع دعوى الاقتباس هنا هى حادثة تاريخية دينية محددة ببشارة زكريا عليه السلام بيحيى عبد الله ورسوله ووثائق تسجيلها هما: الإنجيل ، ثم القرآن الأمين.
وصلة الإنجيل بالواقعة المقصوصة أنه سجلها فرضًا بعد زمن وقوعها بقليل ؛ لأن عيسى كان معاصراً ليحيى عليهما السلام وصلة القرآن الأمين بها أنه سجلها بعد حدوثها بزمن طويل " حوالى سبعمائة سنة ".
وقرب الإنجيل من وقوع الحادثة المقصوصة ، وبُعد القرآن الزمنى عنها يقتضى إذا سلمنا جدلاً بدعوى الاقتباس المطروحة أن يأتى الاقتباس على إحدى صورتين:
أولاهما: أن يقتبس القرآن جزءًا مما ورد من القصة الكلية فى الإنجيل. وتظل القصة فيه ناقصة عما هى عليه فى المصدر المقتبس منه (الإنجيل) على حسب زعمهم.
ثانيهما: أن يقتبس القرآن القصة كلها كما هى فى الإنجيل بلا نقص ولا زيادة ، سواء أخذها بألفاظها أو صاغها فى أسلوب جديد (البلاغة العربية كما يدعون) ، بشرط أن يتقيد بالمعانى الواردة فى المصدر المقتبس منه ؛ لأن الفرض قائم (حتى الآن) على أن القرآن لم يكن له مصدر يستقى منه الواقعة غير الإنجيل المقتبس منه.
ومحظور على القرآن عملا بهذه القيود التى تكتنف قضية الاقتباس للوقائع التاريخية من مصدرها الأوحد أن يأتى بجديد أو يضيف إلى الواقعة ما ليس فى مصدرها الأوحد.
فماذا صنع القرآن إذن ؟
هل اقتبس من الإنجيل جزءًا من الواقعة ؟ أم الواقعة كلها ؟!
دائراً فى فلك الإنجيل دورة ناقصة أو دورة كاملة ؟!
لو كان القرآن قد فعل هذا: اقتبس جزءاً من الواقعة كلها ، وَ لَوْ مع صياغة جديدة لم تغير من المعنى شيئا ؛ لكان لدعوى الاقتباس هذه ما يؤيدها من الواقع القرآنى نفسه. ولما تردد فى تصديقها أحد.
ولكننا قد رأينا القرآن لم يفعل شيئًا مما تقدم. لم يقتبس جزءاً من الواقعة ولا الواقعة كلها.
وإنما صورها تصويراً أميناً رائعاً. سجل كل حقائقها ، والتقط بعدساته كل دقائقها. وعرضها عرضاً جديداً نقيًّا صافياً ، وربط بينها وبين وقائع كانت كالسبب الموحد لها فى بناء محكم وعرض أمين.
ولم يقف القرآن عند هذا الحد.. بل قام بإضافة الكثير جدًّا من الجديد الذى لم يعرفه الإنجيل. وصحح كثيراً من الأخطاء التى وردت فيه بفعل التحريف والتزوير. إما بالنص وإما بالسكوت. وهذا لا يتأتى من مقتبس ليس له مصدر سوى ما اقتبس منه.
وإنما يتأتى ممن له مصدره ووسائله وسلطانه المتفوق ، بحيث يتخطى كل الحواجز ، ويسجل الواقعة من " مسرحها " كما رآها هو ، وعقلها هو ، وسجلها هو. وكان هذا هو القرآن.
إن المصدر الوحيد للقرآن هو الوحى الصادق الأمين.. وليس ما سجله الأحبار والكهان ، والفريسيون ، والكتبة فى توراة أو أناجيل.
إن مقاصد القرآن وتوجيهاته وكل محتوياته ليس فى التوراة ولا فى الإنجيل منها شىء يذكر. وفاقد الشىء لا يعطيه. هذا هو حكم العقل والعلم ، ومن لم يخضع لموازين الحق من عقل وعلم ونقل فقد ظلم نفسه.
هل اقتبس القرآن من الإنجيل ؟؟؟
(الإنجيل) لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض وفي اليوم السابع استراح وتنفس (خروج31: 17).
(القرآن الكريم) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
(الإنجيل) في البدء خلق الله السموات والأرض ... ثم خلق نور النهار وظلمة الليل ثم خلق النبات ... ثم خلق الشمس والقمر.
(القرآن الكريم) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء : 30]
(الإنجيل) وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا (تكوين1:26).
(القرآن الكريم) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى : 11]
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص : 4]
(الإنجيل) الى متى تنساني يا رب كل النسيان (مزمور 13: 1).
(القرآن الكريم) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى [طه : 52]
(الإنجيل) استيقظ لماذا تتغافى يا رب ؟ (مزامير 44: 23).
(الإنجيل) فاستيقظ الرب كنائم كجبار معيط من الخمر (مزمور78:65).
(القرآن الكريم) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ [البقرة : 255]
(الإنجيل) يا رب حتى متى أدعو وأنت لا تسمع؟ (حبقوق 1: 2).
(القرآن الكريم) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم : 39]
(القرآن الكريم) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [طه : 7]
(الإنجيل) يا رب الجنود الى متى أنت لا ترحم أورشليم (زكريا1:12).
(الإنجيل) هل الى الدهور يرفض الرب ولا يعود للرضا بعد؟ هل انتهت الى الأبد رحمته؟ هل نسي الله رأفة أو نقص برجزه مراحمه (مزمور 77: 7).
(الإنجيل) بادت ثقتي ورجائي من الرب (مراثي 3: 18).
(القرآن الكريم)قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
(الإنجيل) افتح عينيك يا رب وانظر (2ملوك19: 16).
(القرآن الكريم) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحجرات : 18]
(الإنجيل) قال الرب : وأنكث ميثاقي معهم (لاويين26: 44).
(الإنجيل) قلتَ يا رب: " لا أنقض عهدي " لكنك رفضت ورذلتَ، غضبتَ على مسيحك، نقضتَ عهد عبدك، نجستَ تاجه في التراب ... فرّحتَ جميع أعدائه. رددتَ حدّ سيفه ولم تنصره في القتال... حتى متى يا رب تختبىء كل الاختباء (مزمور89: 19).
(الإنجيل) لا تنقض عهدك معنا (ارميا 14: 8).
(القرآن الكريم) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 6]
(الإنجيل) مع الطاهر تكون طاهرا، ومع الملتوي تكون ملتوياً (2صمو22: 27).
(القرآن الكريم)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ [النساء : 135]
(الإنجيل) لأنه هكذا أحب الله العالم حتى أعطى ابنه مولوده الوحيد (يوحنا3: 16).
(الإنجيل) قال داود: إني أعلن قرار الرب الذي قال لي: أنت إبني. أنا اليوم ولدتُكَ (مزمور7:2).
(القرآن الكريم) قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد.
(القرآن الكريم) ألا إنهم مِن إفكهم ليقولون: وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الصافات : 152]
(القرآن الكريم)مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون : 91]
(القرآن الكريم) وقالوا اتخذ الرحمن ولداً. لقد جئتم شيئاً إدّاً. تكاد السموات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتخِرُّ الجبال هدّاً: أن دعوا للرحمن ولداً. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا : إن كل من في السموات والأرض الا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدّهم عدّاً. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً (19: 88).
(الإنجيل) قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا (أحمل بولد) وأنا لست أعرف رجلا؟ فقال لها الملاك: الروح القدس يحلّ عليك. وقوة العلي تظلّك.
(القرآن الكريم) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 47]
(الإنجيل) قال الله لبني اسرائيل: حين تمضون من أرض فرعون : لا تمضوا فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها أمتعة : فضة وذهب وثياباً. وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين (خروج3: 21).
وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى: طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وأعطى الرب نعمة في عيون المصريين فسلبوا المصريين (خروج12: 35).؟
(القرآن الكريم) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 28]
(القرآن الكريم) إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل : 90]
(الإنجيل) أنا هو الرب ... أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء وفي الجيل الثالث والرابع (تثنية5: 7).
(الإنجيل) هيّئوا لبنيه قتلاً بإثم آبائهم (أشعيا14: 21).
(القرآن الكريم) قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164]
(الإنجيل) أعبروا في المدينة وراءه (أي يهوذا) واضربوه: لا تشفق أعينكم ولا تعفوا : الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء : أقتلوا للهلاك ... نجّسوا البيت واملأوا الدّور قتلى ... وأنا أيضاً لا تشفق عيني (حزقيال9: 5).
(الإنجيل) وكلّم الربُ موسى قائلا: إنتَقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين:
فتجنّد بنو اسرائيل على مديان كما قال الرب. وقتلوا كل ذكر وسبوا نساء مدين وأطفالهم ونهبوا جميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم. وجميع حصونهم.
فخرج موسى وألعازار الكاهن رؤساءَ الجماعة الى خارج المحلة فسخط موسى على وكلاء الجيش. فقال لهم موسى: هل أبقيتم كل أنثى حية. إن هؤلاء كُنّ في بني اسرائيل سبب خيانة للرب. فكان الوباء في جماعة الرب :
فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال من النساء اللواتي لم يَعرفنَ مضاجعة ذكر: أبقوهن لكم حيات (عدد31: 1).
(حديث شريف) قال الرسول (ص) للجيش الذي كان على أهبة الاستعداد لقتال المشركين:
نطلقوا باسم الله وبالله. وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخا فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ولا تغلّوا وضموا غنائمكم. وأصلحوا وأحسنو ان الله يحب المحسنين (المشكاة 3956)
انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيرا،ً ولا امرأة، وألا تغلوا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور
(الإنجيل) إذن: نحسب أن الانسان يتبرر بالايمان بدون أعمال الناموس (رومية3: 28).
(القرآن الكريم) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت :3]
(القرآن الكريم) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة : 19]
الإنجيل) لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر أيضاً. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً (متى5: 38).
(القرآن الكريم) وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى : 40]
(القرآن الكريم) وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [النور : 22]
ماذا تعرف عن الإسلام؟؟؟...
مش اللى سَمعتَه عن الإسلامِ؟؟؟...ولا اللى شفته في أعمالِ بَعْض المسلمين... ولا اللى سمعته أو شفته من خلال أجهزةِ الإعلام والكتابات اللى همها الوحيد هو التضليلِ الهادفِ والمُضَلِّلِ والخاطئِ ، وأنا لازم أَعترفَ هنا بأنّ .. بعض.. التضليلاتِ والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام .. مصدرها برضه بعض المسلمين أنفسهم. عشان أكون صريح معاك .
في اختلاف بين الإسلامِ والمسلمين. أنا مأقدرش أحكم على المسيحيين من خلال تصرفات بعض المسيحيين زى البيشوب بتاع كنيسة لوس أنجيلوس اللى معروف انه لوطي لمدة 13 سنة وعايش مع راجل وأقول هي دي المسيحية .. أبقى ظالم لنفسي لو أنا عايز أعرف الحقيقة ...
فأنا عشان احكم على المسيحية حأقرا الإنجيل والتفاسير المسيحية .. والنقد المسيحي للإنجيل عشان أعرف .. وأنا عملت كده ... فهل أنت عملت كده مع الأسلام ؟؟ ما أظنش ... ويبقى السؤال...... إيه اللى حقيقي تعرفه أنت عن الإسلامِ ؟
الإسلام قاعدة وطلب. والمسلم اللى لا يؤدى القواعد دي ويقومِ بالطلبات بتاعة الإسلام ، يبقى مش مسلم جيد، مقصر، وعشان كده مش ممكن نقارن الإسلامِ بالمسلمين. دى أول حاجة .
ولكن لو كانت الإحصائيات الموثقة بتقول أن العالمِ اللى بيتكون مِنْ 6 بليون بنى آدم ، واحد من كُلّ 5 أشخاصِ في العالم ده شخصِ مسلم. واحد من كل خمس أشخاصِ في العالمِ مسلم.
ومدام الأمر كده فعلا ، فالسؤال هنا ... لو كان 1 من كل 5 أشخاصِ في العالمِ اللى بنعيشه النهارده مسلم، ومعظم المسيحيين العرب عايشين بين مسلمين ، فإزاى إنت من وجهة نظر الثقافة العامة ما تعرفش شيءَ عن الإسلامِ، وحقائق عن الإسلامِ ؟ غير اللى بتسمعه من بعض المضلين .؟ وليه ما قريتش من المصادر الإسلامية عشان تعرف أية هو الإسلام ؟ . وأنا بأدعو أى واحد دلوقتى وكل واحد أنه يعرف إيه هو الإسلامِ الحقيقي ؟
وإيه هو العامل المشترك اللى بيضم 37 أمةَ؟ وإيه هو اللى بيضمُّ الأمم دي والترتيبِ العالميِ ده اللى بيخليهم فى أخوة مشتركة؟ إيه اللى يخلى واحد مِنْ أستراليا أَخّي , وواحد مِنْ أمريكا أَخّي , وواحد مِنْ باكستان أَخّي , وأفريقيا، الصين، وروسيا وهلم جرا، إيه اللى بيخليهم اخواني ؟ وكل واحد منهم عنده خلفياتِه الثقافيةِ والنفسيةِ المختلفةِ. إيه هو الشيء اللى فى الإسلامِ اللى بيُعانقُنا آلياً ويخلينا كلنا أخوّة؟
وإيه هي الخصائصَ الدقيقةَ لطريقةِ الحياة المسلمة دي ، اللى كتير من الناس فى الغرب فاهمينها غلط ، واللي بيتبعها جزءِ كبير جدا مِنْ الإنسانيةِ؟
من ناحيتى فأنا حَأُحاولُ إنى أديك بَعْض الحقائقِ عن الإسلامِ. لكن بالإضافة للي أنا حعمله فأنت كمان حتعمل حاجة مهمة وضرورية علشان تفهمني كويس وتكون استفادت بوقتك .. إفتح عقلك و قلبك علشان تتدبر كلامي كويس ، لإن ببساطه كده .. لو أنا قلبت الكوباية من وضعها الطبيعي لما بنصب فيها مية خليت كعبها فوق وصبيت مية فيها ، عمرها ما حتتملى ولا ممكن أحصل على كوباية مية أبدا ، لإن الحقائق لوحدها عادة لا تُؤدّي إلى الفَهْم، ولكن باجتماع الحقائق مع الطموحِ للفهم مع القدرةِ على التَقدير وتَقْبلُ الحقيقةَ لما تَسْمعُها من حد ................حتفهم.
كلمة إسلامِ بتعنىَ .....استسلام وخضوع وطاعة …. الاستسلام والخضوع والطاعة إلى اللهِ - الله عز وجل . شوفنا فى العهد القديم أسماء أعطت للخالق عز وجل ... يهوة .. ألوهيم ... وفى الأناجيل المختلفة أختلف استخدام أسم الإله ... نسخة الملك جيمس تسميه
JEHOVAH ، وكمان New World Translation of the Holy Scriptures ،
أما
Bible New International Version فبيستخدم كلمة LORD لتعريف الإله ... وعند الكلام عن الإله فى الكنائس الغربيه مُمْكِنُ طبعا أَنْك تَقُولَ Creator أَو الله الأعلى Supreme God ، أو القوة العُليا Supreme Force، أو الحكيم All Wise ، كُلّ دول من أسمائَه وصفاته عز وجل .
ولكن بالعربي إحنا بنقول ( اللهَ ) .. لأن الكلمة دي فى اللغة العربية مالهاش معنى تانى غير انك بتتكلم عن الله سبحانه وتعالىفقط ، وكمان لا يُمْكن ان تطلق الكلمة دى على أيّ شيء مَخْلُوق. ولكن فى الكلمات والتعبيرات المستخدمة فى لغات تانية ،بتجد كلمات بستعمل مثلا كالعظيمِ Almighty، ولكن الناس بتستخدم نفس الكلمة دى لشىء من الأشياءِ المَخْلُوقةِ. almighty dollar مثلا ، وهكذا، وكلمة god ممكن تخليها جمع فتقول gods ، أو تخليها مؤنث فتقول goddess ، ولكن كلمةَ (الله) لا تجمع ولا تؤنث ولا تطلق على أى شىء مخلوق .. فقط على الخالقِ سبحانه وتعالى ، ولإن الكلمة دى أدق من كل الكلمات، فعلشان كده أنتم كمان كمسيحيين شرقيين بتستخدموا كلمة الله ... والتى جائت فى القرآن الكريم كأسم للخالق عز وجل . أذن أنت تستخدم تعبيرات القرآن بلا شعور ... فطريا .
وكلمة الإسلام مشتقة من الأصل اللى هو السلامة، ومعناها انك تكون فى سلام وأمن ، وعلشان كده فأى مسلم هو إنسان بيستسلم ويخضع لقوانين الله سبحانه وتعالى، ومن خلال الإستسلامِ دة بيَحْصلُ على السلام والأمنِ لنفسه.
ومن خلال التعريف ده فممكن نشوف فوراً ان تعريف كلمة الإسلام بتوصف نفس الأسلوب والسلوكِ لكل الأنبياء المعروفين لناِ، والرُسُلِ اللى أرسلهم الله عز وجل.
كلّهم - آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوحنا المعمدان والسيد المسيح ومحمد عليهم السلام أجمعين وبركات اللهِ يُمكنُ أَنْ ينطبق عليهم كلهم ؟
كُلّ الأنبياء والرُسُل دول أرسلهم الله عز وجل بنفس الرسالةِ، وأوحى اليهم ، وكلهم قالوا شيءَ واحد: أطيعواُ الله ، أعبدواْ الله سبحانه وتعالى، وبذلك تكون أديت الغرض من الحياةِ، ولو فعلتْ خير سَتُكافئُ بالحياةِ الأخرى. هو ده جوهر الديانات السماوية وجوهر رسالتهم أجمعين ، بغض النظر عن جنسياتهم أو لغاتهم َأو زمانهم اللى جم فيه أو لأى قوم أرسلهم الله سبحانه وتعالى... هو ده جوهر كل اللى قالوه .
لو قَرأتَ ما يطلق عليه مجازا الكتاب المقدّس بعناية، بدون تفسيرِكَ الخاصِ ، أَو بدون إضافة أي فبركه من شخص تانى ، حتلاقى بنفسك ِإَنَّ هى دي كَانتْ الرسالةَ البسيطةَ مِنْ كُلّ الأنبياء اللى كل واحد منهم أكد الآخر.
يوحنا الإصحاح 17 عدد 3 : وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.
ولا واحد من الأنبياء دول قالً أَنا الله ، أَعْبدُوني , ولا الممسيح ومش لازم تفكر كتير لإنك مش حتلاقى دَه في أيّ كتاب عِنْدَكَ ، يعنى ولا فى العهد القديمَ ولا فى العهد الجديدَ، ولا فى المزاميرَ .. مش حتلاقيه في أيّ كتاب . ومش حتلاقيه فى كلام أيّ نبي. رجاءً .. افحصَ كُلّ صفحات الإنجيل وأنا أَضْمنُ ك بأنّك لَنْ تَجدَه مرّة فى أي مكان.
ولا قال آنا ناسوت ولاهوت .... واجتمع الناسوت واللاهوت فيه... ولا تلاقى ذكر فى الأنجيل تماما لكلمة الناسوت والاهوت جت مع بعض فى جملة واحده مفيده , ولا قال انه أقنوم ... ولا تلاقى كلمة أقنوم اطلااقا في الإنجيل .. ولا قال انه جه عشان يتصلب عشان أخلصكم من خطية آدم , ولا عمره أتكلم عن آدم , ولا قال انه حينزل لقاع الجحيم يجيب مفتاح الموت من الشيطان عشان يخلص الأرواح الطاهرة بتاعة الصالحين والأنبياء من الجحيم ...
كلها ابتدت بكدبه .. ان المسيح كان اله .. طيب وازاى اله ويتصلب .. يبقى لازم يجى سبب وجيه للصلب ... طيب نطلع نظرية الخطيه .. طيب الألاه ما يموتش .. يبقى نعمله ناسوت ولاهوت
أكبر كدبه فى تاريخ البشرية واللى ضل بيها الشيطان بلايين.
ويبقى السؤال..منين جه ده ؟ هو ده الشيء التانى اللى يَجِبُ أَنْك تُحقّقَ فيه. التاريخ لَهُ طريق فريده فى تقليب كُلّ حجر علشان الحقيقة تبان . ويمكننا فورا اننا نشوف انه بتعريفِ (الإسلام) بإنها الكلمةَ العربيةَ اللى بتصف اللى عمله كُلّ الأنبياء ، كلهم جاؤوا وقدّموا أنفسهم إلى الله، سلّمَوا أنفسهم إلى الله، ودَعوا الناسَ إلى الله، وأصرَّوا على الناسِ ان تكون أحقية أعمالهم لله .
الـ10 وصايا من موسى - كانت إيه ؟ صحف إبراهيم - كانت ايه ؟ مزامير داود - كانت ايه ؟ حكم سليمان - ايه اللى قالهَ؟ أقوال السيد المسيح اللى فى الأناجيل - بتقول أيه ؟ ايه اللى قاله يوحنا المعمدان َ؟ وايه اللى قاله إسحاق وإسماعيل َ؟ عليهم السلام أجمعين .. وايه اللى قاله محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟ ولا حاجة أكثر مِنْ كده .
والقرآن الكريم بيقول ...
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) سورة البينة
ونأجيل يوحنا 4 عدد 23 بيقول عن لسان المسيح أنه قال : 23ولكِن تَأتي ساعةٌ - وقد حَضَرتِ الآن - فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب. 24إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ)).
الرسالة بسيطة. وبنفس المفهوم دة ، يَكُونُ من الملائمَ جدا إعتِبار كل الأنبياء والرُسُلِ كمسلمين لإن ايه هو المسلمَ ؟ ما تُفكّرشْ بشأن المصطلحِ العربيِ، ولا تُفكّرُ بشأن المملكة العربية السعودية أو مكة أو المدينه أَو مصر. فكّرْ بشأن المعنى العام الصحيح لكلمة مسلم .
المسلم هو اللي يَستسلمُ إلى الله عز وجل،ِ ويَطِيعْ قوانينَ الله عز وجل، سواء كانت طاعة طبيعيه أَو عملية ، وكُلّ شيء يُذعنُ لقانونِ الله سبحانه وتعالى فهو.. مسلم.
وعلشان كده الطفلُ لما يخرج مِنْ رحمِ الأمّ ...ِ في الوقت اللى أمر بيه الله سبحانه وتعالى- بيكون إيه هو؟ مسلمُ.
ولما تدور الشمس في مدارِها - بتكون إيه؟ مسلمُ.
ولما يدور القمر حولين الأرضَ - بيكون إيه ؟ مسلمُ.
قانون الجاذبيةِ - إيه هو؟ القانون الإسلامي.
قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء .. قوانين مسلمة ... أوجدها الله تعالى وتعمل حسب أمره .
يبقى كُلّ شيء بيخضع لله عز وجلِ ويعمل حسب أمره هو مسلم. وعلشان كده لما نَطِيعُ الله سبحانه وتعالى بشكل إختيارى راغبين ، فنكون .. مسلمين.
السيد المسيح كَانَ مسلم، أمّه المباركة كَانتْ مسلمه، إبراهيم كَانَ مسلم، موسى كَانَ مسلم، كُلّ الأنبياء كَانوا مسلمين، لَكنَّهم جاؤوا إلى ناسِهم واتَكلّموا لغاتَ مختلفةَ. النبي محمد تَكلّمَ لغةَ عربيةِ وفي اللغةِ العربيةِ الاستسلامَ والخضوع تعنى مسلم ، أي واحد بيستسلم لله فهو مسلم.
و كُلّ نبي ورسول أرسله الله عز وجل، جاء بنفس الرسالة الأساسية. اعبدوا الله عز وجل وحدهَ وَكُونَوا مخلصين له. ولو َفْحصُنا رسالةَ كُلّ نبي مِنْ الأنبياء المعروفين لنا ، مُمْكِنُ نَستنتجَ الحقيقةِ دي بسهولة.
ولكن فيه نزاع، والنزاع ده نتيجة مزاعمِ خاطئةِ، وإفتراءات، ومبالغات، وأضفاءَ الطابع الشخصي لآراء بعض المفسرين للكُتّابِ والمؤرخين والعلماءِ والأفرادِ. وعلى سبيل المثال، خليني ألقى الضوء لك على نقطه جوهرية ممكن أنت ما انتبهتش لها قبل كده :
في كافة أنحاء العهد القديمِ دايما نلاقى، الله دائماً بيرجع اليه كواحد ، السيد، اللورد وملك الكونِ .. وبعدين في الوصيةِ الأولى اللى أعطيتْ لموسى من الله، نجد انه عز وجل لَمْ يَسْمحْ لأي شخص لعِبادَة أيّ صور مَحْفُورة أَو للإنحِناء لأيّ شئِ في السماواتِ أَو الأرضِ أَو تحت البحرِ . لم يسمح الله عز وجل بذلك. وكُلّ الأنبياء قالوا ان الله واحد، .. في كافة أنحاء العهد القديمِ، وده متكرّر مراراً وتكراراً في كل الأماكنِ. بعدين فَجْأة نَلاقى أربعة شهاداتِ متى ومرقص ولوقا ويوحنا .. بتقول شىء مختلف !!
متى مين ؟ ومرقص مين؟ ولوقا مين؟ ويوحنا مين؟ .. أربع أناجيلِ مختلفة، اتكتبت بفرق عن بعضها عشرات السنين ، وأول إنجيل منهم إتكتب بعد موت السيد المسيح بعشرات السنين، وبينهم اختلافات أساسية وجوهرية ، وجمع من الأخطاء العلمية ، والتاريخية ، والمتناقضات ، والتحريفات بجميع أنواعها ما يعلم به الا الله ... وباعتراف علماؤكم .
ولا واحد منهم كتب على أنجيله اسمه بالكامل ، ولا اسم العائله أو حتى اسمه التانى!
لو أديتك شيكّ تصرفه من البنك وَكْتبُت اسمَي الأولَ فقط، وقلت لك روح اصرفه، هَلْ تَقْبلُ الشيك ده ؟ لا مش حتقبل طبعا .
لو وقّفتك الشرطةَ لكسر اشارة مرور، واديت للشرطى اللى بيعمل لك المخالفة اسمَكَ الأولَ فقط ، هَلْ ده حييَكُونُ مقبول له؟
هَلْ ممكن تصدر لك السلطات جواز سفر بموجب اسمك الأول فقط ؟
هَلْ أمّكَ وأبّوك أعطوَك اسمَ واحد بس ؟
وفى تاريخ البشرية كله فين ممكن نلاقى ان وثيقة تحمل اسم واحد فقط تعتبر مصدر توثيق معتد بيه.. فين ؟ ولا فى أي مكان ولا زمان.. ماعدا في الإنجيل ..
وإزاى تُسندُ إيمانَكَ على أربعة أناجيل إتكتبت مِن قِبل أربع رجالِ على ما يبدوا إنهم ماكانوش يعرفوا اسمِهم الأخيرِ!
وبعد الأربعة أناجيل دول ، نلاقى 14 كِتاب كمان إتكتبت بواسطة راجل كان فريسى .. قَتلَ المسيحيين، وعذّبَ المسيحيين ،وبعد كده قال انه رأى فى المنام السيد المسيح وانه كلفه كحواري للسيد المسيح.
لو قلت لك ان هتلر بعد ما قتل 6 مليون يهودي، وبعدين خاف على نفسه ، فحب ينقذ نفسه ، وبعدين قابلَ سيدنا موسى على الطريقِ وبقى يهودي ، وبعدين كَتب 15 كِتابَ وأضافَهم إلى التوراةِ . هَلْ حيقبل من اليهود ده ؟ لا! أنت كمان مش ممكن بالعقل كدة تَقْبلَ دة .
طيب إزاى تيجى دي بقى ... !! 4 كُتُبِ مش معروف حتى الاسمِ الأخيرِ لكتابهم ، و14 كِتابِ تانيه إتكتبت مِن قِبل راجلِ آخرِ ماكانوش اللى كتبوها يعرفوا ان الكتابات دى حتستخدم لأن تكون الهية ... وبعدها نلاقى ان دي هي المرة الأولى اللى فيها الله عز وجل بيسمى ويدعى رجل، ودي المرة الأولى الله بيُدْعَى بثلاثة صور ، وإنّها المرّة الأولى اللى فيها بيعطى لله إبن - إزاى ده مقبولُ عندكم انتم يا مسيحيين؟ إزاى ؟ ُفكّرُ في الموضوع ده. أنا مش حاجادلك فيه ، أنا بس باديلك نقطه أساسية للتَفكير فيها .
ووصول النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَجْلبْ دين أَو طريقة حياة جديدة زى ما بَعْض الناسِ بيَدّعوا، بالعكس، النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أَكّدَ حياةَ ورسالةَ كُلّ الأنبياء والرُسُل السابقين له، كلاهما من خلال تصرّفِاته الشخصيةِ وبالإيحاءِ القدسيِ الذي إستلمَ مِنْ اللهِ. والكتاب المقدّسَ اللى أوحاه الله عز وجل به الى محمد - صلى الله عليه وسلم - هو القرآنَ .
والقرآن يَعْني المَقْرُوءُ. سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكْتبْ القرآنَ، و لَمْ يُؤلّفْ القرآنَ، ولم يأخذه عن أحد بالأدعاءات الوهمية اللى بتتقال لكم , ولا أحد ساعدَه لكِتابَة القرآنِ ، أَو لتَأليف القرآنِ. ولا أحد تَعاونَ مَعه في دة، ولكن الملاك جبريل قَرأَ إليه ، والله سبحانه وتعالىجَعلَ قلبَه إناء لاستقبال القرآن ،وحفظه، وتبليغه بالظبط زى ما أوحى اليه به ، وعشان أقرب لك الصوره ، فكر فى طبق القمر الصناعي اللى بيستقبل الموجاتِ ويَديك الصورة فى التلفزيونَ . النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قلبه كَانَ إناءَ لاستقبال الإيحاءِ، وكنتيجة لكدة فلدينا الآن القرآنُ، اللي بقى بحفظ الله لأكثر من 1400 سنة بدون تغييرِ ولا تبديل .. حتى نقطة واحده . هل فيه أى كتاب آخرمنزل في العالمِ تَعْرفُ عنه تم حفظه لمدة 1400 سنه بدون تغيير حتى ولو نقطه صغيرة َ؟ ولا كتابَ - القرآن بس .
روح للمكتبةِ واقَرأَ موسوعةَ
Britannica وماذا تَقُولُ ، أَو الموسوعة العالمية ، أَو موسوعة Americana أَو أيّ موسوعة عالمية أخرى مِنْ العالمِ اللي لَمْ تُكْتَب مِن قِبل المسلمين - واقَرآ ما يَقُولُ حول الإسلامِ والقرآن ومحمد - صلى الله عليه وسلم - . إقرأْ ايه اللى قاله غير المسلمينَ ، وبعدين سَتَقْبلُ أنت بأنّ اللي باَقُولُه له تُوثّقُ عالمي وواضح. قالوا فى الموسوعات دى وكتابات تانية مشهورة:
(ان محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الفردُ الأكثر عمقاً وتأثيرا في تأريخِ الإنسانيةِ جمعاء . ) وموضوع على رأس قائمة الرجال الذين أثروا فى حياة البشرية ... كأول اسم .
وليه وصفوا شخصيته صلى الله عليه وسلم بالعمق ، ليه ؟ اقَرأَ اللى بيقولوه .... (ان القرآن هو الأكثر دهشة، وأكثر كتب الأدبِ عمقا في سجلاتِ التاريخِ. إقرأْ ما يَقُولونَ... ان طريقة الحياة الإسلامية مُصنّفُه ودقيقة ودينامكية جداً، وانها لم تتغير أبداَ. إقرأْ ما يَقُولونَ.)
وزى القرآن اللى أوحى الى محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فيه أنبياء و رُسُل إستلموا كتب مقدّسةَ أيضاً. وفي القرآنِ حتلاقى أنباء بالتفصيلِ العميقِ عن الأنبياء دول، وكتبهم المقدّسة، وقصصهم، ومبدأ مهمّتِهم .. هل قابلهم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، َأو َتعاونُ مَعاهم لكِتابَة سيرهم الذاتيةِ؟ بالطبع لا
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44]
وتجد في القرآنِ، ان سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - مدعو باسم رسولِ الله وخاتمِ الأنبياء والمرسلين، ودة هو دورِه كإنسان. المسلمون لا يَعْبدونَ محمد. أحنا مش محمديين , و لا نَمتلكُ الحقّ لأَخْذ الاسمِ كمحمد ونَقُولُ بأنّنا محمديين , ولا كَانتْ الناسَ اللى تَلوا موسى - اسمهم موسويين أَو الناس اللي تَلوا يعقوب ما كَان يطلق عليهم يعقوبيين ، أَو الناس اللي تَلوا إبراهيم ما كَانوش أبراهيميين أَو الناس اللي تَلوا داود ما كَانتْ داووديين , لا.لا .. كانوا مسلمين ... أن الدين عند الله الإسلام ..
وهنا أنا باستغرب .. ازاى انتم سميتوا نفسكم مسيحيين؟ التسمية اللى جائت على لسان الوثنيين فى أول مرة عام 42 ميلادية ، السيد المسيح لَمْ يَدْعُ نفسه مسيحي! ازاى الناس يَدْعونَ أنفسهم مسيحيين؟
السيد المسيح قال :
فى يوحنا 7 عدد 16-18 : اجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني، 17 ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي. 18من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه.وأما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم. (
SVD)
وقال فى يوحنا 8 عدد 40 : ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وأنا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم. (
SVD)
وده معناه واضح ... أن السيد المسيح قال بأنّ أى شىء يستلم من الله هو كلمةُ الله، والي سَمعَه هو اللى قاله َ. هو ده اللى عمله. طيب ازاى تسموا نفسكم مسيحيين؟ يَجِبُ أَنْكم تكُونَا زى السيد المسيح . وماذا كان السيد المسيح ؟ كَانَ خادم لله العلى العظيمَ، لذا أنت يَجِبُ أَنْ تَكُونَ خادمَ لله العلى العظيمِ. هو ده كل الموضوع . والكتاب المقدّس النهائي والإيحاء الألهى الخالص وهو القرآن بيَجْعلُ بيان ده واضح ومصغّر جداً:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا سورة المائدة 3
لذلك خلال القرآنِ، الكلمة إسلام جاءَت ككلمة - إسلام، وجاءَت في القرآنِ، لأن لما بيكتمل البناء بتسميه منزل .. ولما تكون السيارة على نظامِ التجميع، لا تكون سيارةً بعد ، ولكنها في عملية التجميع . لما يكتمل التَجميع ويعتمد ويتم اختبارها كويس .. تصبح الآن سيارةُ. ولما الإسلام أُكتملَ كوحى و كتاب، وعبرات وأمثال من خلال حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بعدين أصبحَ إسلاماً. أصبحَ طريقة كاملة لحياة الأفراد .. دين الإسلامِ. وهذا هو فضل الله عز وجل علينا كمسلمين ان تسمى الديانة باسم الدين ..
لذا فان الكلمةُ فقط كديانه هي اللى كَانتْ جديدةَ، ولكن مش الدين ولا الممارسةَ، مش النبي، مش الطلبَ مِنْ الله، مش اله جديد، مش إيحاء جديد، لكن فقط اسمِ جديد .. (الإسلام) .. وزى ما قُلنَا قبل كدةً - الأنبياء كلهم كانوا ايه ؟ كَانوا كُلّهم مسلمين.
الامتياز الهام جدا اللي جدير بالذكر هو إن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس كسابقيه، هو لَمْ يَجيءْ إلى العرب أَو ناسِه الخاصينِ بشكل خاص. لا. عشان كده الإسلام مش دين العرب فقط ، مش للعرب فقط ... أيوة ، سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، إبن عبد الله إتولد في مكة , مدينة في شبهِ الجزيرة العربيةِ، لذا بالتأكيد كَانَ عربي بِالوِلادَةِ ، اختيار اللهِ. إضافة إلى كدة القرآن أوحى به باللغةِ العربيةِ لحِمايتها، وتصفيتها وجعلها أكثر دقة ، ولأنها أغنى لغة على وجه الأرض ( فالغة العربيه بها 12 مليون كلمة ويأتى بعدها اللغة الصينية التى فيها مليون ومائتين الف كلمة بينما الأنجليزية بها 800000 كلمه فقط ) ، ورغم ذلك فان القرآنُ يُبدّدُ أيّ ميول أَو مزاعم بان رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - حُدّدتْ أَو عُنِيتْ للعرب فقط ، يقول الله عز وجل فى القرآن:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ .... سباء 28
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ... الأنبياء 107
وبكدة يكون سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فى حد ذاته هو آخر الأنبياء العظماءِ والرُسُل قبله .
وحيث اننا نُشيرُ إلى القرآنِ لدَعْم تقديمِنا، فيَجِبُ أَنْ نَعطي بَعْض المعلومات المساعدةِ على القرآنِ نفسه.
أولاً، القرآنَ بيعطى الإدّعاءَ بإِنَّهُ مُنتَجُ الإيحاءِ القدسيِ ، اى انه قد أوحى إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الله عز وجل . يقول الله تعالى فى القرآن :
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ... النجم
دة بيان واقرار من اللهِ سبحانه وتعالى. لو أردنا أَنْ نُقنعَ شخص ما حول أصالةِ القرآنِ، فيَجِبُ أَنْ نُثبتَ له بأنّه كَانَ مستحيلَ لسيدنا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - تأليف أو فبركة مثل هذا الكتابِ .
ثانياً، يَجِبُ أَنْ نُثبتَ بأنّه كَانَ مستحيلَ على حد سواء لأيّ أنسان آخر أنْ يؤلف مثل هذا الكتاب . وهنا خلينا نقف و نُفكّرُ فى هذا الشأن شوية .. القرآنُ بيبين فى آياته َ:
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) .... العلق
والعلق هو قطعة الدمِّ المُتَخَثّرِ السميكِ
ازاى عَرفَ النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنّ الجنينَ يبَدأَ كقطعة دم متَخثّرَ ومعلقة بجدار رحمِ الأمِّ ؟ هَلْ كَانَ عِنْدَهُ ميكروسكوب ؟ هَلْ كَانَ عِنْدَهُ سماعة؟ أَو هَلْ كَانَ عِنْدَهُ نوع من رؤية اشعة سينيةِ؟ ازاى أستلم الحقيقة والمعرفةِ دى ، واللي تم اكتشفاها بس قبل حوالي 50 سنةً؟
ازاى عرف بأن الأرض أتخلقت بعد الشمس وأنها بتدور حوالين نفسها وحوالين الشمس .. واللى أثبته العلم ... على عكس ما قال لنا العهد القديم
ازاى عَرفَ بأنّ الشمسِ والقمرِ والكواكبِ جميعاً يَسْبحونَ في المدارِ الذي أُمِرَ لهم؟
ازاى عرف ان الضغط الجوى بيزداد مع الارتفاع عن سطح الأرض؟
ازاى عَرفَ بأنّ المحيطاتَ فيَها فاصل بين مسار الماء المالحِ والماء العذبِ؟
ازاى عرف ان تحت مياه البحار والمحيطات بيوجد أمواج داخلية؟
ازاى عرف ان اصل الكون كان كتلة غازية انفجرت فكونت الكواكب ... والاكتشاف دة اللى بتسميه ناسا ( وكالة الفضاء الأمريكية) اكتشاف القرن العشرين .. وسموه
the big bang ) )
ازاى عَرفَ دة؟ ووووووو. ازاى عَرفَ بعشرات الحقائق العلمية و اللى تم اكتشافها فقط خلال العصر الحديث يعنى ال 100 سنةً الأخيرة ؟
التقنية والعِلْم المتطوّر اللي أَعْرفُ منه أنا وأنت يادوب إكتشفَ الأشياءِ دى . ازاى َعرفَ محمد - صلى الله عليه وسلم - هذه الأشياءِ قَبْلَ أَكْثَرِ مِنْ 1400 سَنَة؟ أنسان أمى , لم يتعلم القراءة والكتابة ، تربى ونشاء في الصحراءِ.. ، ازاى يَقُولُ شيءاً مثل هذا (القرآن)؟ ازاى يُنتجُ شيءاً مثل هذا (القرآن)؟
وازاى يأتي شخص ما .. عاش معاه، أو قبله أَو بعده، يأتى بالشّيء اللى تم اُكتَشَافُه مؤخراً؟ ازاى لرجل مَا تَركَ شبهَ الجزيرة العربيةَ، ومَا أبحرعلى سفينة، وعاش قبل 14 قرناً، يُوضّحُ مثل هذه الأوصاف والحقائق المُدهِشة التي إكتشفتْ مؤخراً.
كمان ، لو دة غير كاف، خلينى أقول لك أنّ القرآنَ فية 114 سورة ، فيهم أكثر من 6000 آية . وكان هناك مئات مِنْ الناسِ أثناء زمن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الى حفظوا هذا الكتابِ كليَّاً. وعلشان كدة القرآن كان محفوظ فى الصدور قبل الكتب ... هل الناس دى كانت عباقرة، ازاى حَصل دةَ ؟
هل حفظ أي واحد الإنجيلِ وفيه العهد القديم والعهد الجديد، أو مزامير داوود ؟ ولا أحد, ولا حتى البابا، لكن هناك ملايين المسلمين اليوم ومنهم أطفال لم يتعدى عمرهم 8 سنوات حافظين القرآن بالكامل . هو دة طموحُ كُلّ مسلم. لَيسَ بَعْض، كُلّ.
كام عدد المسيحيين اللى قابلتهم في حياتِكَ اللي حفظوا الأنجيل عن ظهر قلب ؟ ولا واحد . إنت ما قابلتش أيّ مسيحي حافظ الأنجيل بالكامل !! ودة ليه ؟ لأنك مَا قابلتش مسيحي عَرفَ حتى ماهو الأنجيل بالكامل - لأن المسيحيين بأنفسهم عِنْدَهُمْ أكثر من 2000 طائفةِ مختلفةِ، وفيه نسخ مختلفةَ مِنْ الأنجيل بالمئات ، روح متحف لندن وشوف ، والأناجيل المختلفة عند الطوائف المختلفة بتشتمل على كُتُبِ مختلفةِ ونسخِ مختلفةِ، وكمية مختلفة مِنْ الأعداد والفصولِ، وهم لا يتفقوا على ذلك ، طائفة تقول العدد دة موحى بية والطائفة الأخرى تقول لأ، ازاى ممكن يَحفظوا حتى اللى هم انفسهم لا يَتّفقونَ عليه؟
الناس اللى كانوا مسيحيين ودخلوا فى الإسلام اكتشفوا الأشياءِ دى بنفسهم من خلال البحث والتحقيق الخاصِ. أي شخص منكم عرف أو سمع المعلومات دى دلوقتى أو قبل كدة .. عليك دور مهم أنت كمان .. تعمله كخدمة لنفسك ، وهو انك تقلب فى الحقايق وتقلب بَعْض الأحجار و تنَظْر تحتها . ويعود الأمر لك.
أخيراً، يَفترضُ بأنّني أخبرتُك بِأَنَّ القرآن حفظ عالمياً، بدون أقل تعديلِ من أيّ نوع في مدى 14 قرناً. لو كُلّ دة كان حقيقيُ - كُلّ اللى َقُولُته، لو كان صدق، هل تُوافقُ بِأَنَّ الكتابِ دة عميق وفريد جداً ّ، هَلْ تَرغَبُ انت فى أَنْ تَكُونَ صادقَ بما فيه الكفاية مع نفسك وتقول كدة ؟ بالطبع وفقط لو كُنْتَ صادق مع نفسك .. ولا شك بانك كذلك .
من خلال نفسك أنت يَجِبُ أَنْ تصل للنتيجة دى . زى ما وصلها العديد مِنْ غير المسلمينِ الآخرينِ قبلك . على سبيل المثال: بنيامين فرانكلين، توماس جيفيرسن، نابليون بونابرت، وينستن تَشِرشِل والعديد مِنْ الآخرين. أنا مُمْكِنُ أَنْ أعطى أسماء لا نهائية .. كلهم انتهوا إلى نفس الخاتمةِ. سواء قَبلوا الإسلام بشكل مفتوح أَو لا ، توصلوا إلى تلك النتيجة ِ،
بأنه ليس هناك كتاب أدبى آخر في العالمِ، أعمقُ من القرآن وكمصدر للحكمةِ والاستشفاء الروحي والاتجاه .
وبما اننا حَللنَا قضيةَ أصالةِ القرآنِ، دلوقتى خلينا نتجهُ إلى مادةِ البحث الأخرى - وهى المواضيع الأساسية للقرآنِ، زى الوحدانية العُليا لله العلى العظيمِ، واللي بتَتضمّنُ أسمائَه، وصفاته ، والعلاقة بين اللهِ ومخلوقاتِه، وكيفية أعمال الإنسان للإبقاء على العلاقةِ دي قوية مع ربة .
قصص الأنبياء والرسائلِ، حياتهم ورسائلهم اللى الأقوام اللى أرسلهم الله عر وجل فيهم، ومهمّتهم العامّة.
والإصرار على اتباع المثالِ النهائيِ والعالميِ سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - - خاتم الأنبياء والرُسُلِ.
وتَذكير البشرِ بقِصَرِ الحياةِ دى ، ودْعوتهم نحو الخلودِ فيما بعد الحياة الدنيوية ، الحياة الآخرة الأبدية .
الحياة الآخرة هنا تعنى أنك بعد ما تَتْركُ هنا، ستَذْهبُ في مكان ما، وقد يحدث هذا اليوم ، اللّيلة. ولا نقول ياسيدى بعد أن تَمُوتُ وتَتْركُ الأرضِ دى، أنت ذاهبُ الى مكان ما، سواء قْبلُته أَم لم تقبلة ،رايح رايح ، وسَتُحمّلُ مسؤوليةَ أعمالَكَ. وأنت أُخبرتَ وعلمت بالحقيقة دى .. ولَكنَّك رَفضتَ.
لأن الغرض من الحياةِ مش الجُلُوس هنا وبعد كدة ما تَعمَلُش شيءُ وكأن الحقائق اللى أنت عرفتها ما لهاش تأثيرُ. كُلّ سبب لَهُ مسبب. وإحنا جِينَا للحياةِ دي لسبب وغرض ، ويَجِبُ أَنْ يكونَ له تأثيرُ.
أنت مابتروحش المدرسةِ عشان تقعد فيها بس، ولا بتَبْني بيت وماتروحش تسكن فية ، أنت ما بتفصلش بدلة وما تلبسهاش ، أنت ما بتشتغلش بدون ما تُتَوقِّع جائزة عن عملك، ولا تَستطيعُ العَيْش بدون تَوَقُّع المَوت، ولا تَستطيعُ المَوت بدون توقّعِ القبرِ ، ولا تَستطيعُ تَوَقُّع أن القبرُ هو النهايةُ، لأن دة يَعْني أنّ الله خَلقَك لغرض أحمق. وأنت مَا ذَهبتَ للمدرسةِ أَو اشتغلت لغرض أحمق. فازاى تُنسب إلى الله عز وجل شىء أقل مِنْ نفسك. أنّ الله خَلقَك لغرض أحمق ... لأ طبعا
نرجع للقرآن .. نلاقى ان القرآنُ بيذهب بعمق عظيمِ ويبسط معلومات عن المحيطاتِ والأنهارِ، الأشجار والنباتات، الطيور والحشرات، البرية والحيوانات الأليفة، الجبال والوديان، توسّعات السماواتِ، الكون، والحياة المائية، عِلْم التشريح وعِلْم الأحياء الإنساني، الحضارة والتأريخ الإنساني، وصف الجنةِ والجحيمِ، تطور الجنينِ الإنسانيِ، مهمّة كُلّ الأنبياء والرُسُل وغرض الحياةِ على الأرضِ. ودى بعض المواضيع اللى تكلم عنها القرآن الكريم .
وازاى لرجل ولد في الصحراءِ , رجل كان أمى ... لا يقَرأَ وكَانَ يُرعى الغنم ، يلقى الضوء على المواضيعِ اللى لم يتعرض أحدا لها من قبل .. ويبينها بإعجاز تام ؟
والسمةِ الفريدةِ فى القرآنِ ... أنّه مصدرِ لتَأكيد كُلّ الكتب المقدّسة المنزّلة سابقاً.
ولو أذن الله سبحانه وتعالىوأعطاك الجرأة على القرار انك تُصبحَ مسلم، فمش من الضروري أن تَعتبرُ نفسك بتُغيّرُ دينَكَ، أنت لا تُغيّرُ دينَكَ .... لو زاد وزنك أو قل ، وعِنْدَكَ بدلة غالية ، وبتحب البدلةِ دى ، يبقى مش من الضروري أنك تَرْمي البدلة - مش كدة؟ لا! خُذْها للخيّاطِ وقول له يعمل لك بَعْض التعديلاتِ ويظبطها على مقاسك إلى حدٍّ ما لأنك بتَحْبُّ البدلةِ دى .
وبإعتقادِكَ، وشرفكَ، وحب الفضيلة َ، وحبّكَ للسيد المسيح، وإرتباطكَ بالله، وعبادتكَ، واخلاصك إلى الله عز وجل، أنت مش ضروري أنك تُغيّرُ وتَرْمي دة بعيد - َتمسّكُ بدة ، لَكنَّك يَجِبُ أَنْ تَعمل شوية تعديلاتَ لما تَعْرفُ بأنّ الحقيقةَ اتكُشِفتْ لك. هو دة بس .
ولازم كمان أَنكْ تَكُونَ صادق مع نفسكَ بما فيه الكفاية لمعْرِفة بأنّك فَقدتَ بعضَ الوَزنَ وتحتاج تعدل البدلة .
الإسلام بسيطُ . إشهدْ ان لا اله الا الله لا شريك له. وأشهد أن محمدا رسول الله ... لو طلبت منك انك تشهد "بأنّ أبي هو أبّي"، حا تشهد ، أو إبني هو إبنُي "،" زوجتي هى زوجتُي " حتشهد طبعا ... يبقى ازاى تَتردّدُ في شَهادَة ان لا اله الا ولا شريك له وأن محمدا رسول الله ،ُ وربنا هو اللى خلقُكَ. لِماذا؟ هَلْ أنت متغطرس؟ هَلْ أنت ممجد؟ هَلْ تَمتلكُ شّيء لا يملكه الله ! أَو هَلْ أنت مشوّش؟ هو دة السؤالُ اللي لازم عليك تَسْألَه لنفسك.
لو إعتقدتَ بأنّك حَتَمُوتُ اللّيلة ، وكُانْتَ أمامك الجنةً وخلفك نارَ الجحيم، وعِنْدَكَ الفرصة لتصحيح ما هو خطاء بضميرِكَ واعتقادك وتصحيح أمورك مع الله عز وجل ، ولسُؤال الله لقُبُول أفضل أعمالِكَ، لو كَانَ عِنْدَكَ الفرصة تَعمَلُ كدة لأنك اعتقدتَ بأنّك حَتَمُوتُ اللّيلة، يبقى لَنْ تَتردّدَ في شَهادَة بأنّ هناك إله واحد وحيد، لَنْ تَتردّدَ في الشَهادَة ان محمد - صلى الله عليه وسلم - رسولُ الله وممثل كُلّ الأنبياء وآخر الأنبياء. ولَنْ تَتردّدَ فى دة لأنك وأحد من اللي عايزين يتُكْتَبوا في كتابِ الله .. واحد من اللي عايزين يقدّمُوا إخلاصهم وولائهم لله .. لَنْ تَتردّدَ، لَكنَّك بتَعتقدُ أنّك حَتَعِيشُ أكتر شوية ، عايز تتَمَتُّع بأشياءِ أكثر شوية ، عايز تنبسظ بَشْربَ خمرة أكثر شوية كمان ، عايز تعاشر صاحبتك وبناتِ تانية أكثر قليلاً، عايز ترَقْص شويه ، وتغنى شوية اكثرِ. وهوب ... جت ساعتك يا حلو.
وبالطبع أنت مش مستعدَّ للصَلاة كُلّ يوم، لأنك بتَعتقدُ أنّك حَتَعِيشُ فترةَ. لكن قد إيه؟ تقدر تعرف ؟ مش ممكن ... البعض مِنْكم أُصبحَ أصلعَ . تفتكر امتى كان شَعرُك كاملُ؟ واللى شَعرهُ رماديُ. تفتكر امتى كان شَعركَ كُله أسود؟ عِنْدَكَ أوجاعُ وآلامُ في رُكَبِكِ وأماكن تانيه .. من امتى كان إيه ... أنت كُنْتَ طفل تركض وتلعب ؟ من اد ايه كان ده ؟ كَانَ أمس، نعم! وأنت حتَمُوتُ بكره . فعايز تستنى أد أيه ، وليه ، وهل تضمن تعيش ؟؟ الى متى الانتظار ؟؟؟؟
الإسلام أشهد أَنْ لا اله الا اله لا شريك له
الإسلام أَنْ تَقرَّ بوجودِ الملائكةِ اللى أُرسلَوا بواجبِ كَشْف المفاجئاتِ والوحى إلى الأنبياء، اللى َحْملُوا الرسالةَ إلى الأنبياء، وبيُسيطرُوا على الرياحِ بأمر الله، والجبال والمحيطات , وبيَأْخذواِ حياةَ الناس اللى أمر الله ان تنتهى حياتهم . وانك تعترفْ بأنّ كُلّ الأنبياء ورُسُل الله كَانوا رجالَ مستقيمينَ . وتَعترفُ بالحقيقة بأنّ حيكون فى يوم الحساب لكُلّ المخلوقات ويجازى كل أمرىء على حسب عملة .
وإعترفْ بأنّ كُلّ الخير والشر قدر من الله العظيمِ.
وإعترفْ بأنّ فيه بالتأكيد إحياء بعد الموتِ.
الواجباتَ الأساسيةَ لكُلّ مسلم بسيطةُ؛ خمسة أشياءِ.
الإسلام هو البيت الكبير. وكُلّ بيت يَجِبُ أَنْ يُبْنَى بالأعمدةِ والأساسات ِ. ولازمْ تَبْني البيتَ بالقواعدِ. ولما تَبْني بيتَكَ .. فيَجِبُ أَنْ تَتْبع القواعدَ.
أوّل الخمسة مِنْ قواعدِ الإسلامِ أَنْ تُؤيّدَ رمزَ التوحيدِ الصارمِ وبمعنى آخر:
أَنْ لا تقْبلَ أيّ شركاء مَع الله
لا تعْبدَ أيّ شئَ سويّة مع الله
أَنْ لا يتقُولَ أيّ شئَ حول الله لَيْسَ من حقّك ان تقوله .
أَنْ لا تقُولَ بأنّه عِنْدَهُ أبّ أَو إبن أَو بنت أَو أمّ أَو عمّ أَو عمّة أَو مجلس أمناء
أَو أي شخص لا يَجِبُ أَنْ يَسْألَ أَو يقَول أيّ شئِ على الله لَيْسَ لَكَ الحقُّ فى قَوله.
الآن انت تَحْكمُ على نفسك. ولك الأختيار ، تَحْكمُ على نفسك للسلامِ والجنةِ أَو َتحْكمْ على نفسك بالتشويشِ والاحباطِ والعقاب بنارِ الجحيم الأبدية .
و تَسْألُ نفسك. هَلْ أَشْهدُ بأنّ لا اله الا الله الواحد ؟ لو َسْألُت نفسك السؤالِ ده، حَتَقُولُ، نعم أَشْهدُ.
هل أَشْهدُ بأن محمد - صلى الله عليه وسلم - كما هو واُضّحَ، هَوْ رسول الله؟ نعم أنا أَشْهدُ.
لو َشْهدتُ بكده ، حتكون زينا مسلم .. ونكون كلنا مسلمين. وتبقى أخويا فى الله ، وزى ماقلت لك قبل كده ... انك تبقى مسلم لا يعنى انك بتغير ما كنت عليه ولكنك فقط بتجرى تعديلَ في ما كُنْتَ عليه ، وبمعنى آخر: . في تَفْكيركَ وممارستِكَ.
كم منكم يَختلفُ مع ما قُلتُ حول الله، حول محمد، حول خَلْقِ الحياةِ؟ كم منكم يَختلفُ جوهرياً مَع الذي أَقُولُ؟
كل اللى وافق على ما قُلتُ إرفع يديكَ. وقول أَشْهدُ لا اله الا الله و أَشْهدَ ان محمد رسول الله. آمين! آمين! آمين!
ونسأل الله البركة ، ونسأله ان يُساعدُنا ويُوجّهُنا.
كلام هام من الله لك يامسيحى قبل الموت فلا تصم أذنك وتغلق عينيككلام هام من الله لك يا مسيحى قبل الموت , فلا تصم أذنك وتغلق عينيك
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101)الانعام
To Him is due the primal origin of the heavens and the earth: how can He have a son when He hath no consort? He created all things, and He hath full knowledge of all things.
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(35)مريم
It is not befitting to (the majesty of) Allah that He should beget a son. Glory be to Him! when He determines a matter, He only says to it, "Be," and it is.
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ(91)المؤمنون
No son did Allah beget, nor is there any god along with Him: (if there were many gods), behold, each god would have taken away what he had created, and some would have Lorded it over others! Glory to Allah! (He is free) from the (sort of) things they attribute to Him!
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ(81) الزخرف
Say: "If (Allah) Most Gracious had a son, I would be the first to worship."
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ(6)وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ(7)يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(8)وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(9)الجاثية
Such are Signs of Allah, which We rehearse to thee in truth: then in what exposition will they believe after (rejecting) Allah and His Signs?Woe to each sinful dealer in Falsehoods:He hears the Signs of Allah rehearsed to him, yet is obstinate and lofty, as if he had not heard them: then announce to him a Penalty Grievous!And when he learns something of Our Signs, he takes them in jest: for such there will be a humiliating Penalty.
أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(23)الجاثيةThen seest thou such a one as takes as his god his own vain desire? Allah has, knowing (him as such), left him astray, and sealed his hearing and his heart (and understanding), and put a cover on his sight: Who, then, will guide him after Allah (has withdrawn guidance)? Will ye not then receive admonition?
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنْ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(8)الاحقاف
Or do they say, "He has forged it?" Say: "Had I forged it, then can ye obtain no single (blessing) for me from Allah. He knows best of that whereof ye talk (so glibly)! enough is He for a witness between me and you! and He is Oft-Forgiving, Most Merciful."
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ(9)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(10)الاحقاف
Say: "I am no bringer of new-fangled doctrine among the Messengers, nor do I know what will be done with me or with you. I follow but that which is revealed to me by inspiration: I am but a Warner open and clear."Say: "See ye? If (this teaching) be from Allah, and ye reject it, and a witness from among the Children of Israel testifies to its similarity (with earlier scripture), and has believed while ye are arrogant, (how unjust ye are!) truly, Allah guides not a people unjust."
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ(16)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(17)الحجThus have We sent down Clear Signs; and verily Allah doth guide whom He will!Those who believe (in the Qur-an), those who follow the Jewish (scriptures), and the Sabians, Christians, Magians, and Polytheists, Allah will judge between them on the Day of Judgment: for Allah is witness of all things.
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ(89)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ(90)وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ(91)إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي(92)الانبياء
And (remember) Zakariya, when he cried to his Lord: "O my Lord! leave me not without offspring, though Thou art the best of inheritors."So We listened to him: and We granted him Yahya: We cured his wife's (barrenness) for him. These (three) were ever quick in emulation in good works; they used to call on Us with love and reverence, and humble themselves before Us.And (remember) her who guarded her chastity: We breathed into her of Our Spirit, and We made her and her son a Sign for all peoples.Verily, this Brotherhood of yours is a single Brotherhood, and I am your Lord and Cherisher: therefore serve Me (and no other).
يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا(7)قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا(8)قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا(9)قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا(10)فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)مريم
(
His prayer was answered): "O Zakariya We give thee good news of a son: his name shall be Yahya: on none by that name have We conferred distinction before."He said: "O my Lord! how shall I have a son, when my wife is barren and I have grown quite decrepit from old age?"He said: "So (it will be): thy Lord saith, 'That is easy for Me: I did indeed create thee before, when thou hadst been nothing!'"
(
Zakariya) said: "O my Lord! give me a Sign." "Thy Sign," was the answer, "Shall be that thou shalt speak to no man for three nights, although thou art not dumb."So Zakariya came out to his people from his chamber: he told them by signs to celebrate Allah's praises in the morning and in the evening.
يَايَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا(14)وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(15)وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا(18)مريم
To his son came the command): "O Yahya! take hold of the Book with might": and We gave him Wisdom even as a youth.And pity (for all creatures) as from Us, and purity: he was devout,And kind to his parents, and he was not overbearing or rebellious.So Peace on him the day he was born, the day that he dies, and the day that he will be raised up to life (again)!
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا(18)قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا(19)قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا(20)مريم
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا(21)فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا(22)فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا(23)فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا(24)وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا(25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا(26)فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(27)يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا(28)فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا(29)قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا(32)وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(33)ذَلِكَ عِسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ(34)مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(35)وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(36)ي
Relate in the Book (the story of) Mary, when she withdrew from her family to a place in the East.She placed a screen (to screen herself) from them; then We sent to her Our angel, and he appeared before her as a man in all respects.She said: "I seek refuge from thee to (Allah) Most Gracious: (come not near) if thou dost fear Allah."He said: "Nay, I am only a messenger from thy Lord, (to announce) to thee the gift of a holy son."She said: "How shall I have a son, seeing that no man has touched me, and I am not unchaste?"He said: "So (it will be): thy Lord saith, 'That is easy for Me: and (We wish) to appoint him as a Sign unto men and a Mercy from Us': it is matter (so) decreed."So she conceived him, and she retired with him to a remote place.And the pains of childbirth drove her to the trunk of a palm tree: she cried (in her anguish) "Ah! would that I had died before this! would that I had been a thing forgotten and out of sight!"But (a voice) cried to her from beneath the (palm-tree): "Grieve not! for thy Lord hath provided a rivulet beneath thee;
"
And shake towards thyself the trunk of the palm-tree; it will let fall fresh ripe dates upon thee.
"
So eat and drink and cool (thine) eye. And if thou dost see any man, say, 'I have vowed a fast to (Allah) Most Gracious, and this day will I enter into no talk with any human being'"At length she brought the (babe) to her people, carrying him (in her arms). They said: "O Mary! truly an amazing thing hast thou brought!
"O sister of Aaron! thy father was not a man of evil, nor thy mother a woman unchaste!"But she pointed to the babe. They said: "How can we talk to one who is a child in the cradle?"He said: "I am indeed a servant of Allah: He hath given me revelation and made me a prophet;
"
And He hath made me blessed wheresoever I be, and hath enjoined on me Prayer and Charity as long as I live:
"(
He) hath made me kind to my mother, and not overbearing or miserable;
"
So Peace is on me the day I was born, the day that I die, and the day that I shall be raised up to life (again)!"Such (was) Jesus the son of Mary: (it is) a statement of Truth, about which they (vainly) dispute.It is not befitting to (the majesty of) Allah that He should beget a son. Glory be to Him! when He determines a matter, He only says to it, "Be," and it is.Verily Allah is my Lord and your Lord: Him therefore serve ye: this is a way that is straight.
أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ(151)وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(152)
Is it not that they say from their own invention,
"
Allah has begotten children?" But they are liars!
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ(106)
And most of them believe not in Allah without associating (others as partners) with Him!
هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(76)وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(77)
Verily this Qur-an doth explain to the Children of Israel most of the matters in which they disagree.And it certainly is a Guide and a Mercy to those who believe.
وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81)
Nor canst thou be a guide to the Blind, (to prevent them) from straying; only those wilt thou get to listen who believe in Our Signs, and they will bow in Islam.
إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ(91)وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنْ الْمُنذِرِينَ(92)النملFor me, I have been commanded to serve the Lord of this City, Him Who has sanctified it and to Whom (belong) all things: and I am commanded to be of those who bow in Islam to Allah's Will,And to rehearse the Qur-an: and if any accept guidance, they do it for the good of their own souls, and if any stray, say: "I am only a Warner."
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(46)القصص
Nor wast thou at the side of (the Mountain of) Tur when We called (to Moses). Yet (art thou sent) as a Mercy from thy Lord, to give warning to a people to whom no warner had come before thee: in order that they may receive admonition.
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(68)القصص
Thy Lord does create and choose as He pleases: no choice have they (in the matter): glory to Allah! And far is He above the partners they ascribe (to Him)!
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا(57)الكهف
And who doth more wrong than one who is reminded of the Signs of his Lord, but turns away from them, forgetting the (deeds) which his hands have sent forth? Verily We have set veils over their hearts lest they should understand this, and over their ears, deafness. If thou callest them to guidance, even then will they never accept guidance.
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا(102)قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا(105)ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا(106)الكهفDo the Unbelievers think that they can take My servants as protectors besides Me? Verhave prepared Hell for the Unbelievers for (their) entertainment.Say: "Shall we tell you of those who lose most in respect of their deeds?
"
Those whose efforts have been wasted in this life. While they thought that they were acquiring good by their works?They are those who deny the Signs of their Lord and the fact of their having to meet Him (in the Hereafter): vain will be their works, nor shall We, on the Day of Judgment, give them any Weight.
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)المائدة
In blasphemy indeed are those that say that Allah is Christ the son of Mary. Say: "Who then hath the least power against Allah, if His Will were to destroy Christ the son of Mary, his mother, and all, everyone that is on the earth? For to Allah belongeth the dominion of the heavens and the earth, and all that is between. He createth what He pleaseth. For Allah hath power over all things."
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72)They do blaspheme who say: "Allah is Christ the son of Mary." But said Christ: "O Children of Israel! Worship Allah, my Lord and your Lord." Whoever joins other gods with Allah, Allah will forbid him the Garden, and the Fire will be his abode. There will for the wrongdoers be no one to help.
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73)
They do blaspheme who say: Allah is one of three in a Trinity: for there is no god except One God. If they desist not from their word (of blasphemy), verily a grievous penalty will befall the blasphemers among them.
وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(23)لقمان
But if any reject Faith, let not his rejection grieve thee: to Us is their Return, and We shall tell them the truth of their deeds: for Allah knows well all that is in (men's) hearts.
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا(39)فاطر
He it is that has made you inheritors in the earth: if, then, any do reject (Allah), their rejection (works) against themselves: their rejection but adds to the odium for the Unbelievers in the sight of their Lord: their rejection but adds to (their own) undoing.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ(2)محمدBut those who believe and work deeds of righteousness, and believe in the (Revelation) sent down to Muhammad - for it is the Truth from their Lord - He will remove from them their ills and improve their condition.
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(16)الحشر
(
Their allies deceived them), like the Evil One, when he says to man, "Deny Allah": but when (man) denies Allah, (the Evil One) says, "I am free of thee: I do fear Allah, the Lord of the Worlds!"
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ(187)ال عمران ايات للعبث فى كتبهم
And remember Allah took a Covenant from the People of the Book, to make it known and clear to mankind, and not to hide it; but they threw it away behind their backs, and purchased with it some miserable gain! and vile was the bargain they made!
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ(51)الشورى
It is not fitting for a man that Allah should speak to him except by inspiration, or from behind a veil, or by the sending of a Messenger to reveal, with Allah's permission, what Allah wills: for He is Most High, Most Wise.
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)الانعام
No vision can grasp Him. But His grasp is over all vision: He is above all comprehension, yet is acquainted with all things.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق