الأربعاء، 18 يناير 2012

- 1 - المعجزات



هم يستدلون على إلهية المسيح بالعجائب مع أنه كان الإله متحدا به قبل أن يظهر العجائب وحينئذ فلا يلزم من عدم ظهور العجائب من شيء الجزم بأن الرب لم يتحد به مع إمكان الاتحاد * ويلزم أن كل جامد وحي ظهرت منه العجائب أن يكون ذلك دليلا على أن الرب اتحد به * وحينئذ فعباد العجل أعذر من النصارى وإن كان من عباد الأصنام من يقول إن الصنم خلق السماوات والأرض فهو أعذر من النصارى لأن ظهور العجائب من الحيوان الأعجم والجماد أعظم من
ظهورها من الإنسان الناطق لا سيما الأنبياء والرسل فإن الأنبياء والرسل معروفون بظهور العجائب على أيديهم فإذا ظهرت على يد من يقول إني نبي مرسل كانت دليلا على نبوته لا على إلهيته * والمسيح كان يقول إني نبي مرسل كما ذكر ذلك في الإنجيل في غير موضع وكان يقول أنه لا يقدر أن يفعل شئ من نفسه وكل شئ قد دفع إليه من الله وهذا ثابت في الانجيل فأما الحيوان الأعجم والجماد فلا يجوز أن يكون نبيا * فإن جاز الاتحاد بالمضغة والجسم المقبور الذي لا روح فيه فاتحاده بالعجل وبالصنم أولى وحينئذ فخوار العجل عجيب منه * فاستدلال عباد العجل بذلك على أنه إله خير من استدلال النصارى على إلهية المضغة إن قدر ظهور شيء من العجائب التي قد يستدلون بها * وإن كانت تلك لا تدل إلا على نبوته تسليما *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق